السلام عليكم, فضيلة الشيخ: هل يجب رفع اليد عند الدعاء؟ مثلا بعد الصلاة, أو عندما يدعو الخطيب على المنبر كما يفعل كثير من الناس؟ وبعد الانتهاء من الدعاء هل هناك دليل في المسح على الوجه؟ شكرًا وجزاكم الله خيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فرفع اليدين في الدعاء سنة مستحبة وليس بواجب، ومن أسباب إجابة الدعاء؛ لجملة من الأحاديث الصحيحة ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله حييٌّ كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صِفْراً خائبتين) رواه أحمد.
وقوله صلى الله عليه وسلم الذي أبو هريرة رضي الله عنه
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يارب، يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وقد غذي بالحرام، فأنى يستجاب له). رواه مسلم.
ولذلك ذهب بعض أهل العلم إلى أن الأصل هو رفع اليدين في الدعاء فيندب رفعهما، إلا في المواطن التي ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع فيها، مثل الدعاء في خطبة الجمعة، فلا يسن رفع اليدين فيها، بل يكره ذلك لمخالفته السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولرفع اليدين في الدعاء كيفيات حسب الحالة ونوع الدعاء تراجع في مظانها من كتب الفقه والأدعية الصحيحة.
وأما المسح بهما على الوجه بعد الفراغ من الدعاء، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه في الدعاء لا يحطهما حتى يمسح بهما وجهه). رواه الترمذي.
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس: (فإذا فرغت فامسح بهما وجهك) رواه أبو داود وابن ماجه.
والله أعلم.