النساء شقائق الرجال
فكما تكون التقوى في النساء والرجال
والإيمان يكون في الرجال والنساء
والمعاصي والفسوق يكون في الرجال والنساء
فكذلك النفاق يكون في الرجال والنساء
وأكثر ما يُتحدّث عن صفات المنافقين
وتُذكر أكثر ما تُذكر الخصال المتعلقة بالرجال
ويندر أن يُكتب أو يُتحدّث عن النفاق لدى النساء
والنفاق يكون في النساء كما يكون في الرجال
قال الله تبارك وتعالى : ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ )
وقال جل جلاله : ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً * لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
وكل خصلة من خصال النفاق التي تنطبق على الرجال تنطبق على النساء
ومن خصال النفاق العملي :
الكذب
إخلاف الوعد
خيانة الأمانة
الغدر في العهود
الفجور في المخاصمة
فهذه أمور مشتركة ، وإن كان بعضها في الرجال أظهر .
وهناك خصال من خصال النفاق تنفرد بها النساء دون الرجال .
ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية إذا اتقين الله وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات ، وهن المنافقات . لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم . رواه البيهقي ، وصححه الألباني في صحيح الجامع .
فالتّبرّج هو إظهار الزينة للرجال الأجانب .
وقد نهى الله عز وجل عنه ، فقال : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى )
هكذا عُـبِّر عن التّبرّج ، وهكذا وُصف ، وهكذا نُسب !
فقد نسب الله عز وجل التبرّج إلى الجاهلية الأولى
وهذا يعني أن التبرّج من أفعال الجاهلية ، فالمتبرّجة جاهلة ، وإن نالت أعلى الشهادات !
وفي الحديث المتقدّم : وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات .
فقرن التّبرّج بالخيلاء .
لمـاذا ؟
لأن التّبرّج يقود إلى الخيلاء ويؤدّي إليه .
فالمرأة إذا مَشَتْ متبرّجة حملها ذلك على التّبختر ، بخلاف ما إذا كانت متستّرة متحجّبة ، فإنها سوف تمشي برفق وسكينة ووقار .
قال المناوي في فيض القدير : وشر نسائكم المتبرجات ، أي المظهرات زينتهن للأجانب ، وهو مذموم لغير الزوج ؛ المتخيلات ، أي المعجبات المتكبرات ، والخيلاء بالضم العجب والتكبر ، وهن المنافقات
والمرأة إذا تبرّجت تحمّلت الإثم مُضاعفاً :
فتتحمّل إثم تبرّجها وإظهارها مالا يحلّ لها إظهاره للرجال الأجانب
وتتحمّل إثم فتنة الرجال
وتتحمّل إثم من تقتدي بها من النساء ، ولذلك قال الله عز وجل : ( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ )
وقال عليه الصلاة والسلام : مَن سنّ في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومَن سنّ في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء . رواه مسلم .
فهذه النوعية من النساء المنافقات " لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم "
والغراب الأعصم هو الذي إحدى رجليه بيضاء .
وقيل : الذي في جناحه ريشة بيضاء .
وهي فصائل ونوعيات نادرة
وسواء أُريد هذا أو ذاك فالمقصود أنه لا يدخل الجنة من تلك النوعيات من النساء إلا كما توجد تلك النوعية في الغربان .
وإذا لم يدخلن الجنة ، فما مصيرهن ؟
ليس ثمّ إلا جنة أو نار .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا . رواه مسلم .
فهذا كله من علامات النفاق لدى النساء .
فاحذري أُخيّـه أن تكوني كَمَن ذُكِرن