القرآن الكريم ، سورة البروج:
( ... ، وشاهدٍ ومشهود ، قُتل أصحاب الأخدود ، النّار ذات الوقود ، إذ هم عليها قعود ، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود )
***
غزة لا تحتاج للمؤمنين الرسميّين
ولا للأبرار ، خريجي مجالس الوعظ والإفتاء الوطنية
ولا للصالحين المعتمدين من قبل وزارة الداخلية
ولا للأتقياء من حملة البوردات الفقهية الأميركية
ولا للمبشرين بالمجلس البلدي
ولا للحى الطويلة ، والضمائر القصيرة
ولا للابتهالات الليلية على وقع أنغام السلام الملكي ، وقهقهة رزان
غزّة تحتاج لدواء ، ولقمة ، وكفن ، وقليل من تراب ، يواري ما تبقى من حياة !
***
لذلك ستنادي غزة الكفّار الأخوة ، والأخوات الكافرات
ستمد لهم يداها المبتورتين
وستبكي عيناها المفقوءتين ، ..
وستلعننا ، تلعننا جيدا
لأننا أهل لذلك ياهيومان رايش ، ويامنظمات الطفولة ، وياجمعيات التبشير
أغيثوهم ، إنهم منكوبون !
***
لا تحتاج غزة للكثير من الكلمات ، ولا القليل أيضا
أنا من يحتاج لذلك ، ..
لأنني تعودت عبر موتي اليومي هذا ..
أن أقصى ما أصنع
ما يصنعه أبي
ما تصنعه أمي
ما تصنعه سيدتي: الجدة العجوز
ما يصنعه وزير الداخلية
ما يصنعه واعظ الحكومة الأثرم*
ما يصنعه وزير الخارجية
ما يصنعه الرجال الأكابر هنا دوما:
هو الكلام .. مجرد كلام ، كي ندلل على أننا أحياء في زمن الموت !
_______________
* الأثرم: البابا شنودة ، عشان مايصجّنا أحد. أ.هـ
***
جدتي تلمحني أبكي
البكاء هو عادتي الثانية بعد الكلام
جدتي تناديني:
ولد ، مش كل يوم بيموتون ، وشف فيك اليوم
أقول لها: كلا .. نحن اليوم من يموت ، ليسوا هم
نحن من نسحل ، نحن من نغتصب
من يركب ، من يفعل بنا
ليسوا هم
إنهم برءاء
***
أفكّر ، وهو ليس من عاداتي
لو كانت غزة مدينة فرنسية
أو سويدية ، أو ضاحية من ضواحي شيكاغو
هل سيسكت كتـ .. ذ ..بة صحفنا العربية
هل سيسير عمرو موسى نحو مكتبه ، ليحدد نوعية الكراسي المخملية
التي إحتضنت مؤخرات وأفكار السادة القادة آواخر مارس السابق من العام الحالي بدمشق
هل سيقدم الوليد بن طلال ، رجل البر والخير والكرم
شيكا ، عبارة عن ورقة مفتوحة للمنكوبين هناك
هذه الأسئلة ، لا تنتابني ، ولا أفكر فيها
ولا أي شيء ، مجرد حلم لرجل يدّعي اليقظة
***
خطيبنا المفوّه ، بسنسوداين بنكهة النعناع
يجأر من فوق منبره - صنع إيطالي -
قائلاً:
يقول سيدنا المسيح عليه السلام:
" أحبوا أعدائكم ، وباركوا لاعنيكم "
أيها الخطيب ، ليبارك الرب
أتوقع أن غزة لا تحتاج لإيماءة بسيطة
بقدر: اللهم اسقنا الغيض ، ولا تجعلنا من القاطنين
التي تكرر كل جمعة ..
***
هذه الأكوام من الكائنات البشرية
من المحيط الذي تموت فيه الحيتان
إلى الخليج الذي حوّلوه لمرآب كبير للبوراج والفلّوكات الأميركية
هذه الزرافات من القطعان السائرة في وجوم
ماذا تفعل ؟
ما الذي تصنع ؟
في عالم يسرق منها حلمها ، ولحمها ، وملحها ، وحملها
كل ما تقوم به الثرثرة ، وماذا ..
اللعنة حين ينهونك حتى عن الثرثرة
بخشية الإزعاج ، وحجة أن لا جدوى
هذه الجوقات التي لا تجيد السباحة إلا في (البحر الميت)
ولا تمارس الصيد إلا من (البحر الأسود)
بحاجة لمحرقة ..
لمحرقة كبرى يا باراك
لكن المحرقة بحاجة لحطابٍ شريفٍ وشجاع أيضا
شريف وشجاع كهتلر ، ليس دعيّاً كأنت ، أو من نصبوك
ربما نرشح لها عباس (مع التبيه على نسبية الشجاعة والشرف)
هو كفؤ لذلك ، وغزة تستاهل !
***
غزة لا تحتاجنا
ولا تفكر بأن تطلب نصرتنا
غزة أكبر من أن تفكر في أوغاد ، يتابعون سوبر ستار
وينسون حصاد الجزيرة ، الحصاد بالمناجل والمدى والشوَك حتى
غزة أكبر من شعب يبكى لهزيمة الهلال ، والزمالك
وينسى ريم ، وهنادي ، ومحمد ، ونشأت ، وعلا
***
رسالة للجميل أبو تريكة:
أرجو أن نكون فانلتك القادمة ، طبعا في البطولة القادمة أيضا:
( ارفعوا الحصار عن الإسكندرية) !
لا تنسى ذلك ، سأشجعك بعمق أكبر
أنا أحب جميع (مستوطنات) الأمة ، وممتلكاتها
أنا أحب أمتي كثيرا
وأكتب عنها دائما
وأشجعها في أي مباراة
شكرا لي ..
إنني كويس .. كويس جداً
كما تقول لي جدتي العزيزة ، التي تكره حسن نصر الله ، ..
وتحب علي عبدالله صالح
كما أخبرها مفتي الحيّ اللبيب ، في درس العقيدة !
***
القرآن الكريم ، البروج أيضا:
( ... ، إنّ بطش ربك لشديد) !