الفترة الحالية هي أخطر فترات العام طلباً للشهرة من أعضاء مجالس إدارات الأندية.. كل منهم يجلس نافشاً ريشه داخل النادي ويتحدث عن مغامراته في خطف اللاعبين من الأندية الأخري.. والتأكيد علي أن المدرب الفلاني وقع.. وأن اللاعب الفلاني في الطريق للتوقيع.. ويجتمع حوله صغار المندوبين في الصحف السيارة وما أكثر الصحف الرياضية في عالمنا هذا.. فالبعض ينقل ما قاله عضو مجلس الإدارة أو رئيس النادي كما هو دون تحريف أو تبديل.. وآخرون يحرصون علي وضع تحبيشة تجعل مذاق الخبر حاراً.. وفي النهاية نفاجأ بأن الأمر لا يعدو كونه فرقعة إعلامية ومحاولات تلميعية لأعضاء مجلس الإدارة.
فإذا كان مدرب من المدربين عرض الحصول علي 90 ألف يورو بخلاف مساعديه والفريق الطبي الذي سيصحبه من بلاده.. فهل فكر أحد من المحررين مواجهة مسئولي هذا النادي عن كيفية تدبير مثل هذا المبلغ الكبير الذي يقترب من مليون جنيه شهرياً؟ والذين يقولون إن اللاعبين الأفارقة سيصلون اليوم أو غداً ولا يعرفون أن هؤلاء اللاعبين مرتبطون بمباريات مع منتخبات بلادهم في تصفيات كأس العالم.. أو أن الأندية الخليجية ومعروف عنها أنها أغني منا وأكثر تضحية بالأموال آلاف المرات قد وقعت مع هذا اللاعب أو ذاك.
كل ذلك حدث في نادي الزمالك خلال الفترة الماضية وأظن أن معظم الأخبار ما هي إلا دعايات انتخابية خاصة مع اقتراب انتخابات النادي في يوليو القادم.. لم يسأل أحد الذين يتباهون بهذه الصفقات من الذي سيمولها مع شهر يوليو إذا أخفق رئيس النادي الحالي في الفوز بمقعد الرئاسة؟ وأي عقل أو منطق يدعو أي إنسان إلي دفع مليون أو أكثر من الجنيهات شهرياً دون أن تعود عليه الفائدة.. هل سيكون المبلغ المدفوع ديناً علي الزمالك يتم تسديده فيما بعد ويظل قيداً يخنقه عدة سنوات أخري كما حدث في الفترات الماضية؟
الواقعية هي أفضل السبل للصدق والنجاة.. فالإنسان لابد أن يعرف إمكانياته ويتصرف وفق هذه الإمكانيات دون كذب أو تجمل وعلي الله القصد.
الحدق يفهم: احرصوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان.