دمعات قلب
عدد الرسائل : 467 المزاج : معتدل تاريخ التسجيل : 05/05/2008
| موضوع: من شعر ابي العتاهيه الأحد يوليو 20, 2008 1:52 am | |
| من شعر أبي العتاهية في الزهد والمواعظ ودخل أبو العتاهية على الرشيد حين بنى قصره، وزخرف مجلسه، واجتمع إليه خواصه، فقال له: صف لنا ما نحن فيه من الدنيا فقال: عش ما بدا لـك آمـنـاً في ظلّ شاهقة القصور فقال الرشيد: أحسنت، ثم ماذا؟ فقال: يسعى إليك بمـا اشـتـهـي ت لدى الرواح وفي البكور فقال: حسن، ثم ماذا؟ فقال: فإذا النفوس تقـعـقـعـت في ضيق حشرجة الصدور فهناك تـعـلـم مـوقـنـاً ما كنت إلاّ فـي غـرور فبكى الرشيد بكاء شديداً حتى رُحِم، فقال له الفضل بن يحيى: بعث إليك المؤمنين لتسره فأحزنته، فقال له الرشيد: دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى: ألا نحن في اللديا قليل بقاؤها سريع تعديها وشيك فناؤها
تزوَّد من الدنيا التقى والنهى فقـد تنكرت الدنيا وحان انقضاؤهـا تَرَقَّ من الدنـيا إلـى أي غـاية سموت إليها فالمنايا انتهـاؤهـا ومن كلفته النفس فوق كَفافِـهـا فما ينقضي حتى الممات عناؤها وقوله: ألا إنما الدنـيا مـتـاع غـرور ودار صعـود مـرة وحـدور كأني بيوم ما أخـذت تـأهـبـاً له في رواح عاجل وبـكـور كفى عِبْرة أن الحوادث لم تـزَلْ تُصَيِّرُ أهل الملك أهل قـبـور خليليَّ كم من ميت قد حضرتـه ولكنني لم أنتفـع بـحـضـور ومن لم يزده الدهر ما عاش عبرة فذاك الذي لا يستنـير بـنـور وقوله أيضاً: إني سألت القبر ما فعلت بعدي وجوه فيك منعفره فأجابني: صيَّرتُ ريحهـمُ تؤذيك بعد روائح عَطِره وأكلت أجساداً منـعـمة كان النعيم يَزِينُها نضرَه لم أبق غير جماجم عَرِيَت بيض تلوح وأعظمٍ نَخِره وقوله أيضاً: تفكر قبـل أن تـنـدم فإنك ميت فـاعـلـم ولا تغتـر بـالـدنـيا فإن صحيحها يسقـم وإن جديدهـا يبـلـى وإن شبابـهـا يهـرم وإنّ نعيمـهـا يفـنـى فترك نعيمها أحـزم ومن هذا الذي يبـقـى عل الحدثان أو يسلـم رأيت الناس اتباعاً إلاّ ما نوى في الخير أو قدَّم وقوله: إياك أعني يا ابن آدم فاستـمـع ودع الركون إلى الحياة فتنتفع لو كان عمرك ألف حول كامـل لم تذهب الأيام حتى تنقـطـع إن المـنـية لا تـزال مـلـحة حتى تستت كل شمل مجتمـع فاجعل لنفسك عدة للـقـاء مـن لو قد أتاك رسوله لم تمتـنـع يا أيها المرء المـضـيع دينـه إحراز دينك خير شيء تصطنع فامهد لنفسك صالحاً تجزى بـه وانظر لنفسك أيّ أمر تتـبـع واعلم بأن جميع مـا قـدمـتـه عند الإله موفر "لك" لم يضـع "وله أيضاً: كم يكون الشتاء ثم المصـيف وربيع يمضي ويأتي خريف وانتقال من الحرور إلى الـظ ل وسيف الردى عليك منيف يا قليل البقاء في هـذه الـدا ر إلى كم يغرك التسـويف عجباً لامـرئ يذل لـذي دن يا ويكفيه كـل يوم رغـيف وقال أحمد بن علي بن مروان: دخلت مع إسماعيل بن سويد العنبري على أبي العتاهية وهو يجود بنفسه ويقول: يا نفس قد مـثـلـت حـا لي هذه لك منـذ حـين وشككـت أنـي نـاصـح لك فاشتملت على الظنون فتأملي ضعـف الـحـرا ك ونجلتي بعد السكـون وتـيقّـنـي أن الـــذي بك من علامات المنـون لله الأمر من قبل ومن بعد | |
|