الإيمان بالقدر :
وأما الإيمان بالقدر فيتضمن الإيمان بأمور أربعة :-
الأمر الأول : أن الله سبحانه قد علم ما كان وما يكون ، وعلم أحوال عباده ، وعلم أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وغير ذلك من شئونهم ، لا يخفى عليه من ذلك شيء سبحانه وتعالى ، كما قال سبحانه : } إن الله بكل شيء عليم { [ الأنفال : 75 ] 0
وقال عزّ وجلّ : } لتعلموا أن الله على كُل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء { [الطلاق :12 ] 0
والأمر الثاني : كتابته سبحانه لكل ما قدره وقضاه كما قال سبحانه : } قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ { [ ق : 4 ] 0
وقال تعالى : } وكل شيء أحصيناه في إمام مبين { [ يس :12 ]
وقال تعالى : } ألم تعلم أن الله يعلم ما في السموات والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسيرٌ { [ الحج : 70 ] 0
الأمر الثالث : الإيمان بمشيئته النافذة ، فما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن كما قال سبحانه : } إن الله يفعل ما يشاء { [ :18 ] 0
وقال عز وجل : } إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون { [يس : 82] 0
وقال عز وجل : } وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين { [ التكوير : 29]
الأمر الرابع : خلقه سبحانه لجميع الموجودات ، لا خالق غيره ولا رب سواه ، قال سبحانه : } الله خلق كل شيء وهو على كل شيء وكيل { [ الزمر :62 ] 0 وقال تعالى : } يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون { [ فاطر : 3 ]0
فالإيمان بالقدر يشمل الإيمان بهذه الأمور الأربعة عند أهل السنة والجماعة خلافاً لمن أنكر بعض ذلك من أهل البدع 0
ويدخل في الإيمان بالله اعتقاد أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأنه لا يجوز تكفير أحد من المسلمين بشيء من المعاصي التي دون الشرك والكفر ، كالزنا ، والسرقة ، وأكل الربا ، وشرب المسكرات ، وعقوق الوالدين ، وغير ذلك من الكبائر ما لم يستحل ذلك لقول الله } إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء { [ النساء : 48 ] ، وما ثبت في الأحاديث المتواترة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله يُخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان 0
* ومن الإيمان بالله الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله، فيحب المؤمن المؤمنين ويواليهم ، ويبغض الكفار ويعاديهم 0 وعلى رأس المؤمنين من هذه الأمة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم 0
فأهل السنة والجماعة يحبونهم ويوالونهم ويعتقدون أنهم خير الناس بعد الأنبياء لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " متفق على صحته 0
ويعتقدون أن أفضلهم أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم على المرتضى رضي الله عنهم أجمعين ، وبعدهم بقية العشرة المبشرين بالجنة ثم بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويعتقدون أنهم في ذلك مجتهدون ، من أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر ، ويحبون أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المؤمنين به ويتولونهم ويتولون أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين ويترضون عنهم جميعا ً0
ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويسبونهم ويغلون في أهل البيت ، ويرفعونهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله عز وجل إياها ، كما يتبرؤون من طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل 0