ساره
عدد الرسائل : 167 تاريخ التسجيل : 05/05/2008
| موضوع: رد الشاعر فتحي سليم لطلاسم ايليا ابو ماضي السبت نوفمبر 29, 2008 11:45 pm | |
| إنني أدري وأدري بيقينْ
أنني سُوِّيتُ من ماءٍ وطينْ
مضغةٌ من نطفةٍ ، ماءٌ مهينْ
خُلِّقَتْ في الرحْمِ في كِنٍّ مَكينْ
نبأُ الحقِّ وقرآنٌ مُبينْ
عن رسولٍ صادقِ الوعدِ أمينْ
إنّهُ تنزيلُ ربِّ العالمينْ
حِكمةٌ بالغةٌ ، لوْ كنتَ تدري؟
لست تدري
تَسألُ البحرَ وترجو أنْ يُجيبْ
وتُناجيهِ مُناجاةَ الحبيبْ
أبعيدٌ مَنْ تًناجِي أمْ قَريبْ؟
إنَّها آهاتُ شَكَّاكٍ مُريبْ
جَثَتِ الشُطْئانُ والمَوْجُ صَخِيبْ
ظُلمةُ الأعماقِ في صَمْتٍ رَهيبْ
عالمٌ يَزْخَرُ بالعيشِ العَجيبْ
أنتَ لا تَدري؟ فكيفَ البحرُ يدري؟
سوف تدري
تسألُ الدَّيْرَ ومَنْ في الصومعة
عالمٌ موتى كبيضِ القوقعة
يشربونَ الجهلَ كأساً مُتْرَعة
رحلةُ الوهمِ لديهم ممتعة
هيْنماتٍ رَتَّلوها في دَعَة
كغبارٍ خَلَّفَتْه الزوبعة
أنت تدري أنهم كالإمعة
فَلِمَ التسآلُ هذا؟ أنا أدري
سوف تدري
تُكْثِرُ التَّسْآلَ هلْ تَبغي جَوابا؟
أمْ بحقٍّ أنتَ ترتادُ الصوابا؟
أمْ هو التشكيكُ أسلوباً معابا؟
يُقْلِقُ المَرْءَ فيزدادُ اضطرابا
إن في الزهرِ رحيقاً مُستطابا
فاسألِ النحلَ لِمَنْ تَجني الرُّضابا
إن في الكونِ لذي اللبِّ كِتابا
آيةً بَيِّنَةً مِنْ سِفْرِ عُمري
أفتدري؟
عاقلٌ يَسألُ غيرَ العاقلِ
ما سيلقى عالمٌ من جاهلِ؟
إنه عَيْبٌ كَشِقٍّ مائلِ
ليس في المسؤولِ عيبُ السائلِ
ما تَساوَى أكثمُ مع باقلِ
ذاك حَقٌّ زاهِقٌ للباطلِ
لَوْ وَعَى الطيرُ شِباكَ الحابلِ
مادنا منها ولكنْ ليس يدري
أفتدري؟
وسؤالٌ دونَهُ أَلْفُ سؤالْ
وافتراضاتُ حِوارٍ وجِدالْ
صُغْتَها مِنْ بينِ طَيَّاتِ المُحالْ
إنَّه الإنكارُ والداءُ العُضالْ
مِنْ نُفوسٍ مُفْعَماتٍ بالضلالْ
مُسْبَقاً هَيَّأْتَهُ مِنْ حيثُ تدري
(لست أدري) سوف تدري
لا دريت
المَعَرّي قالَ: ميلادي جِناية
هَرْطَقَاتٌ وضَلالٌ وغِواية
قَصَصُ الماضينَ مَوثوقُ الرِّواية
وكتابُ الكونِ فيه ألفُ آية
إنني أحكي كلاماً عن دِراية
إنَّ للخلقِ وللكونِ بِداية
فَحَقيقُ أنَّ للكلِّ نِهاية
أفتدري؟ لست تدري
لا دريت
أعْمِلِ العقلَ وفَكِّرْ في الوجودْ
تَجِدِ الكونَ تَناهَى بِحُدودْ
أرضًنا دَوْرَتُها ضِمْنَ قُيودْ
أنتَ والناسُ على هذا شُهودْ
وفَناءٌ وبَقاءٌ وخُلودْ
عَبَثاً أمْ صُدفةٌ، أمْ جُحودْ؟
أمْ قوانينُ، ومَنْ قَنَّنَها؟
أإلى الله أم الكونِ تُعودْ؟
أنا أدري
كنتَ ثُعباناً تَلَوَّى زاحِفَا
أو كخلدِ الأرضِ وَلّى خائفا
أو كبعضِ الطيرِ يغفو واقفا
حِكْتَ من حولِكَ جواً عاصِفا
لم تكنْ يوماً لذنبٍ آسفا
تُطْلقُ القوللَ مُعمًّى زائفا
هل حَسِبْتَ الشكَّ ظِلاًّ وارِفا
لستُ أدري هي تعني لستُ أدري
في رحابِ الأرضِ لا فوقَ الغمامْ
أَفَتدري أَنْ ستمشي للأمامْ
لِمَ لا تُبصرُ ليلاً في الظلامْ؟
لِمَ لا تمشي مَقُوداً بِزِمامْ
تُهْتَ ما بين مُباحٍ وحَرامْ
مثلما عن بيضِهِ تاهَ النعامْ
ثَمَّ: إبصارٌ، فَمَشْيٌ بِنِظامْ
أعْتِسافٌ تَمَّ هذا أمْ بِقَدْرِ؟
لست تدري
لو تأمَّلْتَ نسيجَ العنكبوتْ
بنظامٍ يَبْتَني أَوْهَى البيوتْ
أين هذا من شُموخِ المَلَكُوتْ؟
لو تَعَقَّلْتَ لآثَرْتَ السكوتْ
سوف تدري وترى يومَ تموتْ
ثَمَّ هَوْلاً لا تُدانيه النُّعوتْ
أتظنَّنَ بأنْ سوف تَفُوتْ
من شُواظٍ يُنْضِجُ الجلدَ ويَفْرِي؟
سوف تدري
إنّه الكونُ فسيحٌ وجميلْ
نظراتٌ في شروقٍ وأصيلْ
وورودٌ وشرابٌ سَلْسَبيلْ
وجبالٌ شامخاتٌ وسهولْ
ومياهٌ جارياتٌ وحُقولْ
رحلةُ العُمْرِ تَنَاهَتْ بالرحيلْ
لو وضعْنا نملةً في إسْتِ فيلْ
أنتَ تجري، وَهْيَ تجري
أفتدري؟
إنَّني أدري وأدري كيفَ أدري
إنّني أملِكُ من شأني وأَمْري
إنّني أفهمُ ما في الكونِ يَجْري
في حدودٍ ضمنَ تفكيري وقَدْري
وسُلوكي باختياري لا بِقَسْرِ
غايتي إرضاءُ مَنْ قَدْ شَدَّ أسْرِي
شرعُ رّبي فيه إصِلاحي وخَيْري
ليس شيءٌ في الدُّنا يُسْمَى طلاسمْ
سوف تدري
إنَّ في العقربِ والأفعى سُموما
إنَّ في النحلةِ ما يَشفي السقيما
إنَّ في الناس كريماً وحليما
إنَّ فيهم خاسئاً وغْداً لئيما
إنَّ في الجنّة خيراً ونعيما
إنَّ في النار عذاباً وَسموما
جمِّعَت أضدادها جمعاً حكيماً
فاتركِ العام لمَنْ يدري ويدري
سوف تدري
إنَّ للحسن وللقبحِ قياسا
ليسَ ذاتُ الفعلِ – فتتعلم أساسا
لا ولا العقلُ ولو جَلّى مِراسا
إنّ للعقلِ ارتقاءً وَارْتِكاسا
للكلامِ الفصل فَلْنبْغِ التماسا
فهو شرعُ الله لا يُؤْتى مساسا
فاجْعَلِ الفهمَ مع التَّقوى لِباسا
والْزَم الجِدَّ وَنَقِّبْ فستدري
أنا أدري
إنَّ في الديرِ عقولاً خَرِبَة
في ابتهالٍ يعبُدون الخَشَبَة
يغفرونَ الذنبَ عن ذي مَقْرَبَة
أهُمو قدّيسونَ أم هم كَذَبة؟
كلّهم يبغي يُقوّي مذهَبَه
ويقضي في سكون مَأرَبَه
كلُّ أنثى بأبيها مُعْجَبَه
فلِمَ استغربْت؟ هَلْ منْ (لست أدري)
يسألُ السائلُ عن أمرٍ عُضالْ
ويناجي نفسه قبلَ السؤالْ
(لست أدري) ضاعَفََتْ منك الخَبالْ
أو ردتْ أمثالَكُم ورد الضلالْ
أنتَ لا تثبتُ في ساحِ القتالْ
لو تفحّمت حيازيَم الرجالْ
وجبانٌ ليس يَقْوَى في النزالْ
هاربٌ مختبىءٌ في (لست أدري
سوف تدري
منقول وقد قام الدكتور ربيع سعيد عبد الحليم - ايضا - بالرد عليها قائلا المعارضة من شعر الدكتور ربيع سعيد عبدالحليم
قال الحائر إيليا
جئت لا أعلم من أين و لكني أتيت
ولقد أبصرت طريقا قدامي فمشيت
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري !
قال الدكتور
جئت دنياي و أدري، عن يقين كيف جئت
جئت دنياي لأمر، من هدى الآي جلوت
ولقد أبصرت قدامي دليلاً فاهتديت
ليت شعري كيف ضل القوم عنه ؟!
ليت شعري
قال الحائر إيليا
أجديد أم قديم أنافي هذا الوجود؟!
هل أنا حر طليق أم أسير في قيود؟!
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود؟!
أتمنى أني أدري و لكن ..
لست أدري !!!
فرد الدكتور
ليس سراً ذا خفاء أمر ذياك الوجود
كل ما في الكون إبداع إلى الله يقود
كائنات البر و البحر على الخلق شهود
ليت شعري كيف ضل القوم رشداَ؟!
ليت شعري!
قال الحائر إيليا
أتراني قبلما أصبحت إنسانا سويا ؟!
أتراني كنن محوا أم تراني كنت شيا ؟!
ألهذا اللغز حل أم سيبقى أبديا ؟!
لست أدري، و لماذا لست أدري؟!
لست أدري !
فرد الدكتور
قال ربي: كن، فكنت ثم صرت اليوم حيا
و قواي مشرعات كيف شئت في يديا
دمت حرا في اختياري إن عصيا أو رضيا
عن جلي الأمر ضلوا ! كيف ضلوا!
ليت شعري !
| |
|