على لسان الحذاء سنبدأ الكلام:
"لم أكن أعلم أني سأعيش لحظات شهرة استثنائية أمام كاميرات العالم.. رغم كوني كائنا جلديا تافها، إلا أن ذاك اليوم كنت متحمسا أكثر من صاحبي عندما رشقني تجاه وجه الرئيس الأمريكي، صاحب الدماغ الغريب العجيب الذي يرى لون الدماء وكأنها كاتشاب.
لا أحب التصريحات الصحفية أمام وسائل الإعلام، أميل إلى الكتمان والسرية، هكذا علمتني الأقدام بكافة المقاسات، إلا أن ذاك اليوم تمنيت لو قبلت خدود زميلي بوش أمام كاميرات العالم.
أصبحت الآن شهيرا أكثر من كثير من البشر. انهالت العروض السينمائية كي أصبح بطلا في فيلم عن حذاء عربي يهاجر إلى متجر للأحذية الفرنسية. تلقيت مساء أمس بطولة مطلقة مع "جزمة" إيطالية جذابة كعبها عال، إلا أني رفضت الفيلم بسبب إباحيته. أصبحت مسؤولا من الناحية الأخلاقية، وعلى اختياراتي أن تكون مدروسة ولا تتعارض مع المجتمع الذي أصبح يشجعني ويهتف باسمي بعد أن أصبحت بطل نشرات الأخبار.
ولكن علي أن أقول: عندما أطلق صاحبي العراقي سراحي من قدمه إلى الحرية حيث رأس بوش، أدركت ماذا يعني أن يعيش الإنسان دون حرية. أدركت أنه مقيد، وما زال يرتدي نفسه بنفسه. فمن يحرر الإنسان من الإنسان؟"
* مع تحيات
حذاء صحفي عراقي