نص الشريط
أعظم معجزة قدمها الإسلام للعالم أن جمع الشعوب تحت مظلة [ إياك نعبد وإياك نستعين ] وأعظم ما قدمه الحبيب محمد [ صلى الله عليه وسلم ] أن آخى بين القلوب وألف بين الأرواح وقد ينسى بعض السفهاء هذا الاخاء لجهلهم بهذا الدين .
عندما نذكر أن دخول الإسلام مصر فى مستهل شهر الله المحرم عام 20 من هجرة المصطفى [ صلى الله عليه وسلم ] دخل المسلمون بقيادة عمرو بن العاص رضى الله عنه مدينة العريش المصرية فماذا تعنى مصر وماذا تعنى أرض الكنانة بالنسبة للإسلام والمسلمين ؟
إن مدحى لمصر كمدح الأعرابى للقمر كان يمشى فى الظلام الدامس وفجأة طلع عليه القمر فأخذ الأعرابى يناشد القمر ويشكره ويقول ياقمر إن قلت جملك الله فقد جملك وإن قلت رفعك الله فقد رفعك .
إن من يذكر مصر سوف يدخل التاريخ من أوسع أبوابه وسوف يصفق له الدهر ، مصر المسلمة التى شكرت ربها وسجدت لمولاها ، مصر التى قدمت قلوب أبنائها طاعة لربها وجرت دماؤهم هادرة طاعة لنبيها عليه الصلاة والسلام ، إن لك يامصر فى عالم البطولة قصة وفى دنيا التضحيات مكاناً ، وفى مسار العبقرية كرسياً لا ينسى أبداً .
فقد دخلت مصر فى الإسلام طوعاً ودخل الإسلام قلب مصر حباً وأحب المصريون ربهم تبارك وتعالى فذادوا عن دينه وحموا شرعه ، وأحب المصريون نبيهم محمدا [ صلى الله عليه وسلم ] كأحب ما يحب التلاميذ أستاذهم فمعذرة يامصر فإن بعض السفهاء لا يعرفون هذه الوحدة التى ألفها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، معذرة يامصر يا أرض الأزهر الوضاء ويا أرض البطولة والفداء ، أعلم أن فى الشعوب فسقة ومجرمين لا يستحقون البطولة والثناء لكن تبقى الكثرة الكاثرة من المصلين المضحين الطاهرين وأتساءل : أى جامعة فى الدنيا تحمل الثقافة ليس فيها مصر وأى مؤسسة علمية فى المعمورة ليس فيها مصر وأى مسار ثقافى لم يشارك فيه المصريون بعقولهم وأفكارهم وبصائرهم ؟!
إننى لا أنتظر شكرا من أحد على هذا الكلام إلا من الله سبحانه وتعالى ولكننى أريد أن أرد على بعض الأقوام الذين أصابتهم لوثة الوطنية ولوثة البلد ولوثة الدم ولوثة اللغة المزعومة .
أصاب المسلمين فى عهد عمربن الخطاب قحط أكل الأخضر واليابس فى عام الرمادة وكان يقول عمر فى ذات هذه الأيام والله لا أكل سمنا ولا سمينا حتى يكشف الله الغمة عن المسلمين وبقى مهموما يتأوه ليلا ونهارا ، نزل الأعراب حوله فى المدينة الإسلامية بخيامهم ، كان يبكى على المنبر وينظر إليهم وهم يتضورون جوعا أمامه وود لو أن جسمه خبز يقدمه للأطفال وكان يقول : ياليت أمى لم تلدنى ، آه ياعمر كم قتلت من أطفال المسلمين ، عرف أنه المسئول الأول عن الأكباد والبطون الجوعى فتذكر عمر أن له فى مصر إخواناً فى الله وأن مصر بلد معطاء سوف يدفع الغالى والرخيص لانقاذ العاصمة الإسلامية كان والى مصر عمرو بن العاص الداهية العملاق فكتب له عمر رسالة هذا نصها : [ بسم الله الرحمن الرحيم من عمربن الخطاب أميرالمؤمنين إلى عمرو بن العاص أميرمصر أما بعد فواغوثاه .. واغوثاه .. واغوثاه والسلام ] فأخذ عمرو الرسالة وجمع المصريين وقرأها عليهم فجاء المصريون بأموالهم كما يجود الصادقون مع ربهم وحملوا الطعام وذهبت القافلة تزحف كالسيل تحمل النماء والحياة والخيروالرزق و العطاء لعاصمة الإسلام ، ودعا لهم عمرو وحفظها التاريخ لهم حفظاً لن ينساه أبد الدهر .
ولما دخل التتار العالم الإسلامى فاجتاحوه ودمروه ، هدموا المساجد ومزقوا المصاحف وذبحوا الشيوخ وقتلوا الأطفال وعبثوا بالأعراض بل دمروا عاصمة الدنيا بغداد وزحفوا إلى مصرليحتلوها فخرج المصريون خلف الملك المسلم سيف الدين قطز الذى يحمل لافتة [ لاإله إلاالله محمد رسول الله ] وكانت موقعة عين جالوت والذى حث الناس على القتال سلطان العلماء العزبن عبدالسلام والتقى التتار الأمة البربرية البشعة التى لم يعرف التاريخ أمة أفظع ولا أقسى ولا أشرس منهم ، التقوا بالمصريين المسلمين بدين محمد عليه الصلاة والسلام ولما التقى الجمعان قام قطز وألقى لامته من على رأسه وأخذ يهتف واسلاماه واسلاماه فقدم المصريون المُهج رخيصة وسكبوا الدماء هادرة وانتصر الإسلام وهزم التتار هزيمة لم يُسمع بمثلها فى التاريخ .
وحين أتى العدوان الثلاثى الغاشم يريد اجتياح مصر خرج المؤمنون من المصريين يدافعون الدول الثلاث خرجوا يهتفون مع صباح مصر :
أخى جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدا
انتركهم يغتصبون العروبة
أرض الأبوة والسؤددا
فجرد سيفك من غمده
فليس له اليوم أن يغمدا