محمود مسعود المشرفون
عدد الرسائل : 90 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: مَنْ للعراق الآن؟ الخميس مايو 15, 2008 2:37 am | |
| من العراق الان
|
|
عد أن أعياه العراق؛ حكماً وسياسةً, جمع أمير المؤمنين عبد الملك ابن مروان, كبار قادة جيشه ودهاقنة مستشاريه, طالباً منهم المشورة والرأي في العراق الذي لم يستطع بشر ابن مروان القيام عليه كمن سبقوه, في أمور الحكم والقيادة, فأزبد فيهم وأرعد صارخاً؛ العراقُ العراقُ العراقُ, مَنْ منكم للعراق الآن؟ مكرراً إياها ثلاثاً دونما مجيب, في النداءات الثلاثة سوى ابن ثقيف العربي, الحجاج ابن يوسف, الذي لبى ثلاثاً قائلاً؛ أنا يا أمير المؤمنين, فصار الحجاج للعراق والياً, أقام فيها الاستقامة ورصن الجيش, وتحول جند العراق إلى مكانهم في طليعة كل الفتوحات الإسلامية, التي بلغت في عهد الحجاج ما لم تبلغه في زمن أي قائد عربي منذ بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وحتى الآن. ولما كان العراق يستقيم أمره بحال قادته تاريخياً, فإنه من الطبيعي أن يتشرذم العراق الآن, و تضيع هيبته وتنكسر شوكته, في زمن غلمان طهران الجدد, الذين ما استقاموا عند إقامة ولا قاموا عند استقامة, بتبعيتهم الرخيصة لسادة الحقد والغدر غرباً وشرقاً, فتراهم يتقلبون على جنبي الخيانة والولاء, لآلهة البيت الأبيض تارةً, فيأتمرون بأوامر مرتدي قبعات رعاة البقر, وتارةً أخرى ينفذون أجندة الموت والخراب والطائفية, بفتاوى ذوي العمائم السوداء في صومعات قم ومشهد وطهران, وهكذا حال العراق, تدمير وتهجير؛ وقتل وذبح, وطائفية وشعوبية, وخليط من مزيج الموت مع الاحتضار, الذي يترقب الناس صباح مساء, بفضل دعاة الديمقراطية الزائفة من جهة, ورافعي لواء الصفوية والشعوبية من جهةٍ أخرى, فحق عليها قول قائلها, هزُلت حتى بدا هُزالها لكلاها. لقد بات في حكم الأكيد, أن الاحتلال الأمريكي راحل وزائل لا محالة, معمداً بدموع الهزيمة التي يذرفها المحتلون الآن في مستنقع بلاد الرافدين, وجعاً وانكساراً, وهو أمر لا يجادل فيه عاقل عاقلا, فلا خوف ولا جزع من حلكه ليلٍ بدت نهايته أقرب من حبل الوريد, الشيء الذي جعل طهران تتهيأ لملء الفراغ عما قريب, وكأن العراق إقطاعية لا صاحب لها, فتراهم يكثفون ضرباتهم الموجهة سيفاً على رقاب العراقيين, سنةً وشيعةً, بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي, وإفراغ الروح الوطنية من مضمونها الشمولي, لجعلها طائفية الهوى, إقصائية التدبير, ما يعني نفوذاً إيرانياً كبيراً في العراق, من باب ارتداء الثوب العلوي الشيعي, الذي هو من كل الفرس المجوس براء, بحكم حقائق التاريخ. إن إيران التي يتعاظم خطرها يوماً بعد يوم, لم تكن لتقدر على العبث بأمن العراق ولا المفاوضة عليه كما يحدث الآن لصالح برنامجها النووي, دونما وجود غزل حقيقي بينها وبين أمريكا, التي نراها أقل خطورةً على المشروع الوجودي العربي في كل دول الخليج من الفرس الإيرانيين, كيف لا؟ والفرس يتحينون الفرصة التاريخية, للإنتقام من العرب منذ قادسية سعد ابن أبي وقاص المجيدة في صدر الإسلام, ويسعون لاستعادة دورهم الإقليمي المفقود على يد العرب كما تخامر عقولهم الأفكار السوداء, سعياً لبعث كسرى المهزوم من جديد, وإن كان المخطط الفارسي التوسعي غرباً نحو أرض العرب قد توقف تماماً لسنوات, بفضل الحرب العراقية الإيرانية, التي وقف فيها العراق مدافعاً عن الأمة العربية عامةً, ودول الخليج خاصةً, فإن المشروع الثأري التوسعي الفارسي, سيأتي لا محالة على كل دول الخليج, ولاسيما السعودية والكويت, ما لم تتخذ الدول العربية موقفاً صارماً وحقيقياً, من الأطماع الفارسية في العراق على المدى القريب, ودول الخليج على المدى البعيد أو المتوسط البعيد. فكما كانت المقاومة العراقية جرعة الممانعة الحقيقية, للداء الاحتلالي الأمريكي, الذي أصاب جسد العراق, فإنها مطالبة بمسؤولية كبيرة, أن تقف في وجه الاستيطان الصفوي الجديد, الذي أسس وبنى له قواعد, عبر زرع أزلامه في أرض العراق, وهي مهمة تتحدد في الجهاد ضد قادة فرق الموت التي يقودها زعماء فيالق الموت والدم, أمثال اللواء في المخابرات الإيرانية المجرم هادي العامري, الذي يرأس فيلق بدر الشعوبي, وكذاك أبو سجاد وأبو درع الدمويين, مروراً بكل منظري فكرة التقسيم مثل الإيراني كريم شهبور الشهير بموفق الربيعي, وصولاً إلى العميل الدمية أبو إسراء نوري المالكي ومَنْ شاكله الشبه, وذلك لأنهم جميعاً من أدوات المشروع الإيراني في المنطقة. لم يبق للعراق الآن سوى رجال مقاومته الباسلة, سنة و شيعة, الذين أذلوا رأس الكفر العالمي, وأحبطوا المشروع الأمريكي في المنطقة, وأعادوا للأمة العربية عزها ومجدها في الاستبسال والفداء والتضحية, فيما يتأكد من جديد أن المعركة الدائرة الآن على أرض الرافدين, مفتوحة الأمد زمنياً, وغير مقتصرة على الأمريكان وحدهم, في ظل استشراس الغزو الصفوي الفارسي, مما يفرض على كل الوطنيين والقوميين, الاستعداد لمرحلة قريبة قادمة, في صفحات التقابل الجهادي مع أزلام المشروع الاستيطاني الصفوي وأدواته, فيما يتحتم على المقاومة العربية الإسلامية في العراق, ألا تكتفي بساحة العراق وحدها ميداناً للمواجهة ومسرحاً للعمليات, التي يجب أن تعرف موطئاً في قلب الأراضي الفارسية عبقرينو |
| |
|