2/8/1990
مجلس قيادة الثورة
نص نداء صدام حسين
الذي وجهه مساء 10/8/1990 الى العرب والمسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء من صدام حسين
الى جماهير العرب والى المسلمين حيثما كانوا ..
انقذوا مكة وقبر الرسول من الاحتلال
ايها العرب .. يااحفاد رجال القادسية الاولى واليرموك وحطين ونهاوند ..
ايها الاخوة المناضلون .. ايها الشرفاء المجاهدون حيثما انتم ..
ان امتكم امة عظيمة اختارها الله لتكون امة القرآن وشرفها بعد الاختيار وعبر مراحل الزمن ان تحمل مبادئ كل الرسالات السماوية وتكون مبشرة وداعية لمبادئها وماورد فيها من قيم واحكام ..
وعند تعاقب الانبياء والرسل ليؤدي كل دوره العظيم .
وقد كانت امتكم داعية مبادئ وقيم الى الانسانية فاصبحت بموجب هذا وبموجب شمائلها المتميزة راية يقتدى بها من مشرق الارض ومغربها .
هكذا كانت امتكم وهذا هو دورها يوم كان يقودها رجال امنوا بربهم وقد وضعوا الثروة والاموال في خدمة الناس وليس في خدمة الملذات والمنكر .. ويوم احترموا انفسهم وعناوين المسؤولية فكانوا كفء لها فاحترمتهم شعوبهم واحترموا دورهم القيادي فكان امرهم بمثابة ارادة الله لعمل الخير وارادة الامة والشعب على الطريق اختياراتهما الشريفة .
وطبقا لهذه الصورة كان الاجنبي يحترم ارادة العرب ويحترم قيمهم ومبادئهم فلا يدوس ارضهم ولايستهين بمقدساتهم وبمحرماتهم ..
وكان العرب فعلا وليس قولا فحسب امة واحدة وموقفا واحدا .. كان العرب من اقصى مشرق الوطن حيث العراق الى اقصى مغرب الوطن حيث مراكش اعز بقيمهم ومعاني الرسالة والحياة التي يحملونها على كاهلهم .
كان القائد او الحاكم فيهم اكثرهم حكمة وثقافة وكان من بين اشجع الرجال فيهم يتقدم الصفوف حيثما اشتدت المنازلة او يكون موقعه ضمن الصفوف الاولى فيها .. وكان اكثرهم كرما او من اكرم الرجال فيهم ..
كان الحاكم صادقا لايكذب اهله في امر ونزيها وعفيفا .. وكان في كل الاحوال يخاف الله ويحب ويحترم شعبه ..
وكان ذا قدرة على الاجتهاد في شؤون الدنيا والدين ليكون قائدا فعليا للدولة والمجتمع ..
وكانت ثروة الامة توزع على المحتاجين اما المقتدرون من عرق جبينهم وعملهم الشريف فكانوا عناصر متعاونة ومتفاعلة مع الاغلبية من اجل اعلاء قيم المجتمع ومن اجل خير المجتمع ..
كان الحاكم آنذاك مقتنعا ويأتمر بما يرضي الله والمجتمع وليس بأوامر الاجنبي ، كان الحاكم قريبا من الله وبعيدا عن المنكر ..
فما هو حالنا اليوم ..
لقد تغير حال العرب على مستوى الشعب والامة وعلى مستوى الحكام بعد ان دخل الاجنبي ديار العرب وبعد ان اقسم الاستعمار الغربي هذه الديار .. ومن خلال تقسيمه للديار فقد انشأ دويلات ضعيفة نصب عليها العوائل التي قدمت له خدمات سهلت له مهمة احتلال ارض العرب والامعان في تقسيم ديارهم وقد راعى الاستعمار مصالحه في البترول وتأمين المواقع الجغرافية على سواحل البحار والمحيطات والخلجان عندما انشأ تلك الدويلات البترولية المسخ .. وبذلك ابعد الثروة عن الكثرة من ابناء الامة والشعب ومن خلال خططه وبفعل واقع حال الثروة الجديدة التي اصبحت فجأة في يد القلة من الامة تستغل وتستثمر لصالح الاجنبي ولصالح القلة من الحكام الجدد ومن يلتف حولهم انتشر الفساد المالي والاجتماعي من تلك الدويلات واستخدام حكامها اساليبهم الخبيثة يعاونهم الاستعمار لتسهيل مهمتهم فأفسدوا من اوساط الكثرة في الاقطار العربية الكثيرة .. وهكذا اصبح هذا الوسط ينخر في جسم الامة وينفذ فيها كل ماهو فاسد .. وبسبب حالهم هذا صاروا يعملون اسوأ صورة عن العربي في البلدان الاجنبية بسبب تفكيرهم التائه والقاصر وبسبب سلوكهم المشين وكان المسؤول الاول في هذه الصورة الحكام من عملاء الاجنبي وخدمه .
وامام هذه الصورة كان لابد من القيام بتصحيح جذري لهذه الصورة المخزية التي افسدت الكثرة من الاقلية في هذه الدويلات وراحت تفسد القلة في اقطار العرب الكبيرة لتفشي المرض في صفوف الاكثرية وتصيبهم فيه بعد ان اعياهم العوز والفقر .. فكان في جنوب العراق يوم النداء في الثاني من شهر آب هذا الشهر يوم لبى العراق النداء لينقذ الكويت من آفة الضعف والفساد وحالة العزلة التي بقيت فيها الكويت بعيدة عن اهلها والاصل في العراق العزيز ..
فكان الذي كان يوم الكويت .. يوم النداء فجن جنون العملاء والخونة اولئك الذين خانوا الشعب والامة يوم مكنوا الاجنبي من رقاب بعض العرب . بعد ان امكنوه من رقابهم حتى صاروا اذلاء وهم يقدمون له الخضوع وجن معهم جنون الدوائر الامبريالية والصهيونية . لانهم يدركون بان لاحياة بشرف للعرب وليس هناك مدخل جدي لحل مشاكلهم من غير ان ينجح هذا المدخل الشريف .
وهكذا اصبح تحرير الكويت ووحدتها مع امها العراق هو معركة العرب ككل .
انها معركة التحرر من الجوع والعوز والاطلالة على حياة عزيزة مرفهة بعيدة عن الذل والمسكنة قريبة من الله واحكامه بل في احكام الله في تطابق تام ..
انها المدخل ليحترم الاجنبي حقوق العرب وان يستجيب لها في كل مكان .
انها المدخل الذي يساهم مساهمة عظيمة في تقوية الارضية التي يقف عليها شعب الجارة ومايناضل ويجاهد من اجله الفلسطينيون والعرب .
وهكذا رأت الصهيونية وهي تتعامل بصورة مجموعة مع الحدث وتنسق جهود العدوان مع امريكا وكان الحريق في مواقعها او ان ارض فلسطين تحررت وعلى هذا الاساس اصطف في جانب ومرة واحدة الامبريالية والمنحرفون وتجار وسماسرة السياسة وخدم الاجنبي والصهيونية ضد العراق ليس لشئ الا لانه يمثل ضمير الامة واقتدارها وعنوانا معلنا للمحافظة على شرفها وحقوقها من الاذى والدنس .
ان العراق ايها العرب .. هو عراقكم .. وهو شمعة الحق لينزاح الظلام وبعد ان اصطف الكفر كله في صف واحد .. فليصطف الايمان كله مع العراق في الصف المقابل وسيرعي الله هذا الصف المبارك كما رعى الاولين من اجدادنا وهم ينازلون عتاة وكفار الجزيرة وكفار وعتاة الفرس والروم في معارك صدر الاسلام .
وسينصر الله صفوفنا وستندحر صفوف الاعداء الاشرار مهما بلغت قوتهم وازداد صلفهم ومهما ازداد خبث الخبثاء من الخونة اصحاب قارون الكويت واذناب الاجنبي .
لهذه الاسباب وفي هذه الظروف جاءت القوات الامريكية وانفتحت لها ابواب السعودية تحت شعار ادعاء كاذب وباطل بان جيش العراق سيواصل مسيرته الجهادية باتجاهم ولم ينفع النفي والتوضيح مما يعني ان التدبير مقصود لغايات عدوانية على العراق لانهم غير قادرين بعد ان انفضحت وفشلت دسائس السياسة المشتركة بينهم وبين الاجنبي ودسائس الاموال ان يقوموا بمفردهم في هذا العدوان .
وهكذا فان الحكام هناك لم يستهينوا بشعبهم وامة العرب عندما فعلوا فعلتهم النكراء ومن قبلها كل اعمالهم وافعالهم الاخرى التي يندى لها الجبين وانهم في هذا لم يتحدوا الامة العربية والاسلامية وشعبهم فحسب وانما راحوا يمعنون في الظلال ليتحدوا الله سبحانه وتعالى يوم وضعوا مكة المكرمة التي يحج اليها المسلمون وضعوها وقبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تحت حراب الاجنبي .
ايها العرب .. ايها المسلمون .. ايها المؤمنون بالله حيثما كنتم هذا يومكم لتهبوا وتنفروا خفاقا لتدافعوا عن مكة الاسيرة بحراب الامريكان والصهاينة .. هذا يومكم لتهبوا وتنفروا خفاقا لتدافعوا عن الرسول محمد بن عبد الله ذي الرسالة الكريمة في هذه الارض الكريمة لتبقى مقدسة .. ثوروا عل الظلم والفساد والخيانة والغدر . ثوروا ضد حراب الاجنبي التي اهانت مقدساتكم .. ابعدوا الاجنبي عن دياركم الشريفة المقدسة ارفعوا اصواتكم واستنخوا من ينتخى من حكامكم ليقف الجميع وقفة واحدة ولنطرد الظلام وافضحوا الحكام الذين لايعرفون النخوة .. وثوروا على من يقبل ان يستعرض امراء البترول نساء العرب بالسوء ويدفعونهم الى الفحشاء .
قولوا للسماسرة من الحكام وهم يمارسون دورهم هذا في خدمة الاجنبي او يمارسون السمسرة في خدمة امراء البترول على نساء العرب .. وقولوا للخونة ان لامكان لهم على ارض العرب بعد ان فرطوا بحقوق الشعوب واهانوا الكرامة والشرف .
احرقوا الارض تحت اقدام المعتدين الغزاة الذين يريدون باهلكم في العراق شرا ليعم شرهم الوطن العربي عن بعد ذلك وليسكت الى حين صوت الحق في الامة العربية بعد ان يمنوا النفس خاب فالهم باسكات صوتكم في العراق .
اضربوا مصالحهم حيثما كانت .. وانقذوا مكة المكرمة وانقذوا قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة .
ايها الاخوة في مصر الكنانة .. يا احفاد الرجال المؤمنين يا ابناء ثورة عرابي وثورة 1919 وثورة 22 يوليو .. يا احفاد عرابي وسعد زغلول .. يا ابناء جمال عبد الناصر .. انه يومكم ودوركم لتمنعوا على الاجنبي واساطيله ان يمر من سماء مصر وقناة السويس لكي لاتتدنس سماؤكم ومياهكم ويكتب عنكم التاريخ ما لايليق بمصر .
يا ابناء مضيق هرمز .. امنعوا على اساطيلهم المرور .. انتم والرجال المؤمنين في رأس الخيمة والشارقة .
لقد صمم اخوانكم في العراق على الجهاد من غير تردد او تراجع ومن غير مهابة تجاه قوى الاجنبي ليحوروا على الحسنيين بأذن الله .. والنصر ورضا الله العزيز الحكيم .. ورضا الامة .
واننا لمنتصرون بعون الله وسندحر الغزاة وسيندحر باندحارهم الظلم والفساد حيثما كان وستطلع على امة العرب والمسلمين شمس لاتغيب وسيكون الله راضيا عنه .. بعد ان نطهر النفس والارض من رجس الاجنبي وما علق بها من فساد المفسدين .
ايها الاخوة ..
قاوموا الغزاة وندموا بهم وافضحوا المتعاونين والمتواطئين والخائرين والمتخاذلين وناصروا العراق ..
وان الله معكم والنصر حليف المؤمنين المجاهدين وهو حليف القوميين المناضليين .. وحليف كل حر شريف ..
(الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) صدق الله العظيم .