صدام حسين
عاصفة الصحراء
في السابع عشر من يناير عام 1991 شنت طائرات أمريكية وبريطانية وأخرى حليفة حملة مكثفة من القصف الجوي والضربات الصاروخية على العراق
وأعلن الرئيس جورج بوش الأب " إننا لن نفشل".
أما الرئيس العراقي صدام حسين فقال " إن أم المعارك تجري الآن".
وقد استخدمت في تلك الحرب صواريخ كروز لأول مرة حيث كانت تطلق من سفن حربية أمريكية في منطقة الخليج.
وكانت الصور التي يلتقطها البنتاجون للصواريخ المنطلقة وهي تتجه نحو أهدافها، تبث في جميع أنحاء العالم.
وقد انطلقت الطائرات المقاتلة والقاذفة والمروحيات الأمريكية والبريطانية والسعودية لتدمر مئات الأهداف.
وتراوحت هذه الأهداف من المقار العسكرية والقواعد الجوية وحتى الجسور والمباني الحكومية والأجهزة الإعلامية ومراكز الاتصالات ومحطات الطاقة.
ونفذت طائرات التحالف أكثر من 116 ألف غارة على العراق وألقت عليه ما وزنه 85 ألف طن من القنابل.
وكانت نسبة 10 % من هذه القنابل مما يعرف بالقنابل الذكية وهي التي توجه نحو أهدافها عن طريق أشعة ليزر موجهة من طائرة ثانية.
صواريخ سكود
في السابع عشر من يناير نفذ العراق أول غارات بصواريخ سكود استهدفت تل أبيب وحيفا في إسرائيل.
وقد أسقطت صواريخ باتريوت الأمريكية صاروخا آخر من نفس النوع أطلقه العراق على القوات الأمريكية.
وقالت إسرائيل إنها لن تنجر إلى القيام برد على الصواريخ العراقية واعتمدت بدلا من ذلك على حماية صواريخ باتريوت الأمريكية التي نشرت حول إسرائيل بسرعة.
كما بدأت القوات الأمريكية حملة محمومة لتعقب منصات إطلاق صورايخ سكود العراقية وتدميرها في كافة أرجاء العراق.
وكان أخطر هجمات سكود تلك التي حدثت في الخامس والعشرين من فبراير/ شباط أثناء الحرب البرية حين ضرب صاروخ قاعدة عسكرية أمريكية في الظهران بالسعودية وأسفر عن مقتل 28 جنديا أمريكيا.
كما أطلق العراق 39 صاروخا من هذا النوع على إسرائيل أسفرت عن بعض الخسائر المادية وقليل من الخسائر في الأرواح
الخسائر في الأرواح المدنية
ارتفع عدد الخسائر في الأرواح المدنية، التي سماها القادة العسكريون الأمريكيون خسائر عرضية، بسبب قيام قوات التحالف بعشرات الآلاف من الطلعات الجوية.
وتحدث لاجئون وصلوا إلى الحدود الأردنية من العراق عن قتلى مدنيين وقالوا إن إمدادات الكهرباء والمياه انقطعت عن بغداد.
وثار خلاف حول مصنع دمرته الطائرات الأمريكية وقال العراق إنه مصنع لحليب الأطفال.
لكن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة وقتها، الجنرال كولن باول قال إن المصنع الذي دمر كان منشأة لتصنيع الأسلحة البيولوجية.
وفي يوم الأربعاء الثالث عشر من فبراير ألقت طائرة أمريكية من طراز الشبح قنبلتين موجهتين بأشعة الليزر على ما وصفه الحلفاء بأنه مركز للقيادة والسيطرة في مخبأ تحت الأرض.
لكن تبين أن الهدف المقصوف لم يكن سوى ملجأ للمدنيين العراقيين كانوا يحتمون به من الغارات الجوية وقتل في الهجوم 315 شخصا بينهم 130 طفلا.
وفي تلك الأثناء استغل صدام حسين أخطاء الحلفاء لتحقيق أكبر المكاسب الدعائية، كما اعتقل مزيدا من المدنيين الكويتيين لاستخدامهم كدروع بشرية في المنشآت العسكرية والصناعية في العراق
الحرب البرية
في يوم الأحد 24 فبراير 1991، شنت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها هجوما بريا وجويا وبحريا كبيرا اكتسح القوات العراقية وانزل بها الهزيمة في غضون مئة ساعة.
وكانت الحكومة العراقية قد تجاهلت في اليوم السابق إنذارا نهائيا بسحب قواتها من الكويت، كما تم إضرام النيران في العديد من آبار النفط الكويتية.
اجتازت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها حدود الكويت والعراق من محاور عدة منطلقة من الأراضي السعودية، وتوجهت مئات الدبابات شمالا لملاقاة قوات الحرس الجمهوري العراقية.
وقامت قوات أخرى بفرض سيطرتها على طريق بصرة-كويت الرئيسية قاطعة بذلك خط الإمدادات عن القطاعات العراقية المتمركزة في الكويت. وفي ذات الوقت، أمرت قطاعات من مشاة البحرية الأمريكية بدخول الكويت أيضا.
وأعلن العراق في 26 فبراير عن سحب قواته من الكويت، ولكنه واصل رفضه لقرارات الأمم المتحدة الصادرة بحقه.
وقام الأمريكيون وحلفاؤهم بقصف مركز من الجو للطريق العام بين الكويت والحدود العراقية، حيث قتلوا الآلاف من العسكريين العراقيين المنسحبين فيما اصبح يعرف "بطريق الموت."
ويعتقد أن الجيش العراقي تكبد خسائر تتراوح بين 25 ألف و30 ألف قتيل خلال الحرب البرية
اتفاق وقف إطلاق النار
في 27 فبراير 1991، رحب كويتيون فرحون بطلائع القوات الأمريكية والمتحالفة معها عند دخولها مدينة الكويت العاصمة.
وكانت وحدات من القوات الخاصة أولى القوات الغربية التي دخلت الكويت، وتبعتها قطاعات من مشاة البحرية
الأمريكية.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في الساعة التاسعة من مساء ذلك اليوم إن وقفا لإطلاق النار سيسري اعتبارا من الرابعة صباح اليوم التالي.
وكانت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها قد أسرت أثناء ذلك عشرات الألوف من الجنود العراقيين الذين استسلموا للقوات المهاجمة دون مقاومة تذكر. ويقدر الأمريكيون أن زهاء 150,000 من العسكريين العراقيين كانوا قد فروا من وحداتهم.
أما خسائر الأمريكيين وحلفائهم، فلم تتجاوز 48 قتيلا جراء العمليات الحربية و145 آخرين قتلوا جراء ما وصف "بحوادث لا قتالية."
ومن ناحية أخرى، يقدر الأمريكيون وحلفاؤهم أن الجيش العراقي تكبد خسائر تراوحت بين 60 ألفا الى 200 ألف قتيل. وقد دفن قتلى العراق في مقابر جماعية في الصحراء.
وفي الثاني من شهر مارس آذار اصدر مجلس الأمن قرارا جديدا حدد شروط وقف إطلاق النار، التي تضمنت وقفا لكل العمليات العسكرية وإلغاء العراق لقراره بضم الكويت، وقيام بغداد بتزويد الأمم المتحدة بمعلومات كاملة عن الأسلحة الكيماوية والجرثومية التي يمتلكها، وإطلاقه سراح كافة الأسرى، واعترافه بالمسؤولية عن الخسائر والأضرار التي نشأت عن احتلاله للكويت.
وفي اليوم التالي، 28 مارس ،قبل القادة العراقيون رسميا شروط وقف إطلاق النار في اجتماع مع القادة العسكريين الأمريكيين جرى في خيمة نصبت بالقرب من بلدة صفوان الحدودية.
ولم يحضر الرئيس العراقي صدام حسين هذا الاجتماع