النهاية
خبراء أمريكيون يحذرون من ضرب العراق
قالوا إن الاطاحة بالرئيس العراقي لن تكون سهلة أو مأمونة المخاطر
خبراء أمريكيون يحذرون من ضرب العراق
أكد عدد من المحللين السياسيين الأمريكيين لصحيفة الجارديان البريطانية أن مسألة الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين لن تكون سهلة أو مأمونة المخاطر في حالة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل.
وأوضح مدير مركز المعلومات بوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» ستيفين بيكر أنه ينبغي التعامل مع هذه الأسلحة بحذر شديد، محذرا من أن صدام حسين قد يستعين بأعضاء تنظيم القاعدة لتشتيت القوات الأمريكية في حالة الهجوم علي العراق.
ورجح المحللون أن يقوم صدام حسين بضرب إسرائيل في حالة الهجوم الأمريكي على العراق وذلك لسحب منطقة الشرق الأوسط لساحة أخرى من القتال تكون إسرائيل طرفا فيها لكسب التأييد العربي في صالحه.
وتوقعوا تأييدا عربيا كبيرا لصدام في حالة ضرب العراق، مما يصعب من مهمة الولايات المتحدة في توجيه تلك الضربة التي من المتوقع أن تلحق خسائر بشرية في القوات الأمريكية بالمئات وربما بالآلاف، في الوقت الذي قد تكبد فيه الجانب العراقي خسائر بالآلاف أو عشرات الآلاف وهذا ليس في صالح الولايات المتحدة.
واستبعدوا أن توافق أية دولة عربية علي ضرب العراق من أراضيها، أو تقوم المعارضة العراقية بمعاونة الولايات المتحدة في حربها ضد العراق، كما استبعدوا دعم الأكراد لتجنب الصدامات المستقبلية مع الفصائل العراقية في أعقاب الحرب المحتملة.
وأضافوا أن الولايات المتحدة بحاجة الى صواريخ باتريوت المعدلة بالإضافة الى طائرات حامة للصواريخ الموجهة بدقة لضرب الصواريخ الكيماوية والبيولوجية العراقية المحتمل توجيهها الى إسرائيل وذلك بعد دقائق من إطلاقها.
وأكدوا أن مسألة البحث عن صدام حسين أصعب بكثير من البحث عن أسامة بن لادن، حيث أن صدام يمثل فردا من بين 25 مليون شخص بخلاف بن لادن كما أن الحرس الجمهوري الخاص بالرئيس صدام يتراوح بين 50 - 60 ألف مقاتل مستعدون للقتال حتى الموت.
واستبعدوا أن يحل أي فرد من أفراد المعارضة محل صدام في حالة نجاح القوات الأمريكية في الإطاحة به لسببين، أولهما أن الحاكم الجديد سيكون أمريكي الصنع ولن يرضى به الشعب العراقي، وثانيهما أن زعماء المعارضة العراقيين الذين يقيمون في لندن ونيويورك لن يتركوا الرفاهية التي يعيشون فيها في بريطانيا وأمريكا ويعودون ليتحملوا مسئولية شعب فقير أنهكه الحصار لأكثر من عشرة أعوام.
ورجح أحد المحللين الخيار السلمي على الخيار العسكري، حيث يرى أن التخلص من أحد الأخطار « المتمثل في الإطاحة بصدام » قد يولد مزيدا من الأخطار في ظل استمرار أعمال القتل التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، مما يعبئ الرأي العام العربي ضد الولايات المتحدة، وهذا لايوفر الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت صحيفة أوبزرفر البريطانية قد ذكرت مؤخرا أن واشنطن طلبت من لندن امدادها بخمسة وعشرين ألف جندى فى هجومها الوشيك ضد العراق للإطاحة بصدام حسين، مشيرة الى أن الحكومة البريطانية بدأت فى دراسة هذا الطلب قبل اجتماع نائب الرئيس الأمريكى ديك تشينى المقرر مع توني بلير فى لندن.
وأوضحت أن ادارة الرئيس الأمريكى جورج بوش تسعى حاليا لإقناع بريطانيا بإرسال هذه القوات فى حالة إذا ما قررت واشنطن حشد 250 ألف جندى من القوات البرية لمهاجمة العراق.
وأضافت أن طلب حشد مثل هذه القوة الضخمة من الجنود البريطانيين هو أمر غير مسبوق فى أوقات السلم ويوضح الأهمية الكبيرة التى يعلقها الأمريكيون عليها.