تعرض صدام للخيانة
القاتل تعرض للتصفية او انتشله الأميركيون، ابن شقيقة «الكيماوي» اغتال صدام ونجليه ورجاله
كشفت مصادر صحافية في لندن ان صدام حسين رئيس النظام العراقي المنهار تعرض لخيانة العقيد الركن كمال مصطفى الناصري ابن شقيقة «علي الكيماوي» والذي كان قريباً من قصي صدام حسين ويشرف على الحرس الجمهوري، ولم تستبعد المصادر تولي العقيد الناصري بتصفية صدام ونجليه وأركان قيادته، وهو ما يتفق مع تأكيد أوساط في المعارضة العراقية ان صدام وأركان قيادته قتلوا، فيما زعم مسئول أميركي ان ساجدة زوجة صدام غادرت العراق الى سوريا.
وقالت صحيفة «الزمان» الصادرة في لندن أمس ان الحديث ما زال يدور في بغداد والمدن العراقية عن سر الاختفاء والانهيار المفاجئ لنظام صدام.
وقالت ان أحدث التقارير والمعلومات تشير الى سيناريوهين مرجحين، يذهب الأول الى ان مسئولين اثنين في الحلقة الضيقة المحيطة بصدام، يقفان وراء سقوط النظام في بغداد، المسئول الأول هو الفريق الركن كمال مصطفى الناصري، ابن اخت علي كيماوي، والشقيق الأكبر لجمال زوج حلا بنت صدام، كما ان كمال هذا هو الساعد الأيمن لقصي، ويشرف على الحرس الجمهوري، ويعرف بأنه «رجل العمليات الغامضة».
وبحسب هذه التقاريرو فإن كمال الناصري كان على صلة منذ وقت مبكر بالأميركيين، ولا يستبعد ان يكون قد قام بعملية تصفية في اللحظة الأخيرة لصدام وولديه عدي وقصي والسكرتير الأمني لصدام عبد حمود وبعض المقربين الآخرين في الحلقة الضيقة المحيطة بصدام، بعد شجار تم في احد المقار السرية التي كان يختبئ فيها هؤلاء وتتضارب الروايات حالياً بشأن مصير الناصري، فهناك رواية تقول انه قتل في بغداد مع مجموعة من المتنازعين، بينما تقول الرواية الثانية انه نقل من معسكر الرشيد بطائرة أميركية الى مكان آخر واختفى بعلم الأميركان.
لكن تقارير أخرى، نحت منحى آخر، حيث ذكرت ان من قام بتلك المهمة هو اللواء الركن ماهر سفيان، وليس كمال الناصري، مضيفة ان ماهر سفيان هو من قام بتسريب المعلومات للأميركيين قبل 4 أيام من سقوط نظام صدام في بغداد. لكن اللغز يظل مع ذلك مفتوحاً على تأويلات أخرى، لا سيما وان هناك معلومات تتحدث عن ان صدام وعدي وقصي وعبد حمود وعدداً آخر من الحلقة الضيقة ربما يكونون قد قتلوا في البيت الذي اجتمعوا فيه بمنطقة الداوودي بالمنصور وبجانب الكرخ من بغداد، والذي تعرض للقصف الأميركي بعد تسريب معلومات استخبارية.
من جانبها نقلت صحيفة «المستقبل» اللبنانية الصادرة أمس عن أوساط عراقية معارضة فى عمان ان الرئيس العراقى السابق صدام والقيادة العراقية لقوا مصرعهم .
وقالت الصحيفه نقلا عن هذه الاوساط ان لجوء الديبلوماسيين العراقيين الى دول عدة..وحركتهم منذ التاسع من ابريل تدلل بما لا يدع مجالا للشك بان صدام انتهى..وانه لا يمكن ان يحدث هذا لو كان هناك ادنى شعور بان صدام لا يزال حياً.
واستبعدت هذه الاوساط امكان لجوء صدام حسين الى سوريا مؤكدة ان هذا الامر مستبعد تماما لانه لا يمكن لسوريا ان تستقبله نظرا الى حساسية الموضوع.
واشارت الصحيفة الى ما تتداوله الاوساط الاردنية عن خيانة احد قادة الحرس الجمهورى التى ادت الى مقتل صدام ونجليه عدى وقصى مع عدد كبير من اركان القيادة العراقية.. فيما تتحدث أوساط المعارضة العراقية عن معلومات متوافرة حول قيام عدد كبير من قيادات حزب البعث بالهرب الى بعض المناطق فى شمال غرب بغداد.. وان بعضهم قد يكون حاول الهرب خاصة من المسئولين غير الواردة اسماؤهم فى لائحة المطلوبين.
ووسط تعدد الروايات توقفت الصحيفة امام الصمت الأميركي حول مصير القيادة العراقية وهو صمت يقول معارض عراقى انه يعنى ان الادارة الأميركية لا تريد القول ان صدام مات كى لا يكون بطلا وانها ستترك امره الى النسيان بعدما تأكدت من مصيره القاتم.
في غضون ذلك أعلن مسئولون أميركيون ان زوجة صدام الأولى ساجدة يعتقد انها غادرت العراق الى سوريا، فيما اشارت تقارير الى انها ربما توجهت الى دولة اخرى.
وأفاد مسئول أميركي أن المعلومات التي أشار إليها وزير الدفاع الأميركي، دونالد رامسفيلد، الأسبوع الماضي عن هروب أعضاء من أسرة صدام حسين، بما فيهم زوجته الأولى، إلى سوريا، قد أصبحت أكثر مصداقية وتماسكا عن ذي قبل.
وتتهم الإدارة الأميركية سوريا بإيواء أعضاء من النظام صدام حسين. لكن الإدارة لم تقدم دليلا يثبت ذهاب زوجة صدام الأولى إلى بلد بعينه. وإلى ذلك، لا توجد معلومات محددة عن مصير صدام حسين وزوجته الثانية سميرة شاهبندر، وبناته الثلاث، ونجليه قصي وعدي.
وزوجة صدام الأولى ساجدة هي والدة قصي وعدي، وثلاثة فتيات: رغد وهي ابنة صدام المفضلة، ورنا، وهلا. وعام 1995، لجأ زوجا رغد ورنا إلى الأردن، وكشف الشقيقيان عن أسرار العراق العسكرية، وبرامج التسليح. غير أنهما لم يحوذا على ثقة العراقيين في الخارج.
وعاد الشقيقان إلى بغداد مع عائلاتهما بعد فرارهما بستة أشهر، وتم إطلاق النار عليهما وقتلهما بعد وصولهما إلى العراق بوقت قليل. وعقب الحادث، وضع صدام زوجته الأولى ساجدة قيد الاعتقال المنزلي، لأنها طالبت بعقاب القتلة، الذين يُقال أنهم تلقوا أمرا بالتنفيذ من جانب عدي.
والزوجة الثانية لصدام هي سميرة شاهبندر، وتتحدر من عائلة عراقية بارزة، ويعود زواجها من صدام إلى أواخر الثمانينيات. ورزقا بولد من زواجهما. وكان أخ صدام غير الشقيق وطبان إبراهيم قد تم القبض عليه قرب الموصل منذ عدة أيام ، فيما كان يستعد للسفر إلى سوريا، حسب مصادر أميركية.
صدام حسين تعرض للخيانة من ثلاثة من الضباط الكبار ووزير
اكد مسؤولون سابقون في النظام العراقي يعيشون حاليا في المنفى ان صدام حسين تعرض لخيانة من قبل ثلاثة ضباط كبار من اولاد عمومته ووزير في حكومته سهلت سقوط بغداد عبر اعطائهم اوامر الى القوات العسكرية العراقية بعدم القتال وترويجهم لخبر مقتل الرئيس العراقي.
وقال احد هؤلاء المسؤولين السابقين طالبا عدم كشف هويته ان "قائد الحرس الجمهوري ماهر سفيان التكريتي الذي كان يعتبر ظل صدام حسين اعطى الاوامر الى القوات العراقية بعدم القتال لدى دخول القوات الاميركية الى بغداد في الثامن من ابريل". واضاف المصدر ان "هذا الامر الشفهي اكده رئيس جهاز المخابرات طاهر جليل الحربوش التكريتي والمسؤول العسكري حسين رشيد التكريتي الذي كان ابنه مدير مكتب قصي" الابن الاصغر للرئيس العراقي المخلوع الذي كان يقود الحرس الجمهوري.
وفي موازاة ذلك سرت شائعة عن مقتل صدام حسين في قصف تعرض له حي المنصور في السابع من ابريل بين اعضاء الحكومة روج لها وزير كان يشغل حقيبة سياسية. واضاف المصدر الذي رفض كشف هوية الوزير المعني مؤكدا انه اجرى اتصالا هاتفيا معه ان "القوات الاميركية قامت باجلاء هذا الوزير وافراد عائلته وهم يقيمون حاليا في بلد اوروبي". وتابع ان المسؤولين العسكريين الثلاثة وعائلاتهم "تم اجلاؤهم من قبل القوات الاميركية على متن طائرة عسكرية لدى سقوط بغداد".
ويعتقد المسؤولون العراقيون السابقون ان صدام حسين زار في الثامن من ابريل حي الاعظمية (وليس في التاسع من الشهر كما نقلت مصادر اخرى) مع ابنه الاصغر قصي حيث كان في استقبالهما حشد كبير. وقال احد هؤلاء المسؤولين نقلا عن اشخاص كانوا موجودين في الاعظمية "ذكر صدام حسين خلال زيارته انه تعرض للخيانة في اشارة الى غارتين اميركيتين استهدفتاه". واضاف ان "صدام حسين كان يعرف انه تعرض للخيانة وان معلومات حول مكان وجوده تم تسريبها الى الاميركيين خلال قصف ليل 19 الى 20 من مارس".
وتابع ان الرئيس العراقي امر باخضاع الفريق المكلف ضمان امنه الشخصي وكان من القلة التي تعرف بتحركاته لمراقبة اشد. وقال مصدر اخر ان صدام حسين "قام بعد ذلك بزيارة له الى المنصور في السابع من ابريل. وبحسب عادته استقل سيارة اجرة وتبعه حرسه وقصد مطعما في الحي. وبينما كان حراسه يعتقدون انه في داخل المطعم خرج من بابه الخلفي. وقد قصف الحي بعيد ذلك بقليل ونجا صدام من القصف". وتابع المصدر نفسه ان "صدام حسين الذي لم يعد بحاجة الى براهين امر باعدام هؤلاء الضباط المعروف عنهم انهم من اوفى الاوفياء للرئيس العراقي
العراقيين يجهلون مصير صدام
اذا سألت غالبية العراقيين حول رأيهم في صدام حسين، فانهم سيرفضون في الغالب الاجابة على هذا السؤال. وتقول الطالبة السابقة في جامعة بغداد زينة جاسم محمد، 22 عاما، ان اصدقاءها نصحوها بألا تتحدث عن صدام لأنه ربما يظهر مجددا ويقطع رقبتها، مؤكدة ان عناصر البعث المسخرة لترويع الآخرين او القضاء عليهم موجودون في كل مكان.
فعلى الرغم من ان القوات الاميركية اطاحت تماما نظام حكمه، فإن صدام حسين ما يزال يشكل هاجسا للكثير من العراقيين، اذ ان كثيرين يقولون انهم لن يتحدثوا عنه حتى في المجالس الخاصة الا بعد القاء القبض عليه او قتله، ويخشى الكثيرون ان يعود صدام الى السلطة بطريقة ما، كما ان ثمة اعتقادا بأن مسؤولي حزب البعث الذين كانوا يعتقلون ويضربون من يتجرأ بالحديث عن صدام بصورة سلبية ربما ما يزالون يتعقبون معارضيهم، وحتى افراد قوات الشرطة الذين بدأوا يسيرون دوريات في شوارع بغداد لأول مرة بعد سيطرة قوات التحالف عليها، يرفضون الحديث عن صدام بل لا يذكرون حتى اسمه. فقد انسحب عشرات الضباط عندما وجه لهم سؤال حول الرئيس العراقي المخلوع ومرر بعضهم سبابته على عنقه في اشارة الى ان الحديث حول صدام حسين ربما يؤدي الى الموت.
وقال اللواء عبد الوهاب عبد الرزاق، من قوات الشرطة، هامسا ان «المسألة ما تزال خطرة للغاية» لأن آلاف الافراد من اجهزة الامن الموالية لصدام عادوا واختلطوا مع افراد المجتمع مرة اخرى. واضاف «اعتبرني جبانا، ولكن لا احد يعرف ما اذا كان احد رجال صدام يتنصت». جدير بالذكر انه لم تكن هناك اية مؤشرات على مضايقة اي من عناصر امن النظام السابق لأي شخص.
وزاد شريط الفيديو الذي بث الجمعة الماضي وظهر فيه شخص يعتقد انه صدام وهو يحيي جمعا من الناس في احد شوارع بغداد من مخاوف البعض. وقيل ان الشريط صور عندما بدأت القوات الاميركية تدخل العاصمة العراقية، بيد ان مسؤولي الاستخبارات الاميركية في واشنطن قالوا انه ليس بوسعهم تأكيد ما اذا كان الشخص الذي ظهر في الشريط هو صدام نفسه، كما اشاروا ايضا الى انهم لا يعرفون ما اذا كان الرئيس العراقي المخلوع حيا ام ميتا. وتقول سهى البرزنجي، وهي طبيبة تعمل في العلاج النفسي للضحايا الذين عذبهم نظام صدام حسين لأسباب سياسية او دينية، ان العراقيين ظلوا على مدى 23 عاما يعانون عقدة الخوف وانهم لن يشعروا بحرية حقيقية الا بعد ان يتأكدوا من ان صدام قتل او اعتقل.
وتزيد الشائعات التي يتناقلها الناس حول ظهور صدام من مخاوف الكثيرين من احتمال عودته وعودة مؤيديه مجددا. فخلال الاسبوع الماضي قال عراقيون انهم رأوا صدام وهو يخرج من مخبأ في تكريت، مسقط رأسه، وقال آخرون انه شوهد في البصرة وهو يستقل سيارة اجرة، فيما سرت شائعات بأنه يقيم في فندق الشيراتون في بغداد. وكانت وكالة «اسوشييتد برس» قد اوردت اول من امس ان مراسلها قال ان سكان حي في غرب بغداد قالوا ان حاشية صدام كانت مختبئة خلال الحرب في منزل حارس شخصي سابق لكن ايا منهم لم يقل انه رأى صدام.
ويسأل مئات العراقيين الذين ما يزالون يشعرون بالخوف مشاة البحرية الاميركية «المارينز» عند مداخل فندق فلسطين وفندق الشيراتون عن مدى صحة هذه الشائعات، كما يسألون ايضا حول ما اذا تمكنت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) او القوات الاميركية الخاصة من قتل صدام. ويعلق السارجنت بقوات المارينز مايكل هاريس قائلا ان بعض العراقيين ما يزالون مقيدين باغلال صدام وانهم غير قادرين على تصديق انهم اصبحوا احرارا.
وربما ليس هناك خوف اكثر مما هو سائد في مسجد ابي حنيفة، فخلال خطبة صلاة يوم الجمعة الماضي انتقد احمد الكبيسي امام 20000 من المصلين الولايات المتحدة لتدميرها «الحضارة العراقية»، لكنه رفض ان ينتقد صدام ولم يذكر حتى اسمه خلال الخطبة. وعلق الكبيسي قائلا: «من الافضل ألا اتحدث عن صدام فربما هو بين المصلين اليوم. عودوا بعد معرفة مصيره وعند ذلك يمكن ان اتحدث بحرية، ولكن حتى ذلك الحين ليس لدي تعليق».