أثناء العصر البطلمي، كانت النساء فى الطبقة الحاكمة أندادا للرجال من كل النواحى، فكن يقمن بدور كبير فى الشئون العامة. كن
يستقبلن البعثات ويحصلن من أزواجهن على ما تحتاج اليه تلك البعثات من حقوق وإمتيازات، وكن يبنين المعابد ويؤسسن المدن
ويقدن الجيوش ويمتلكن القلاع والحصون.
يقمن مقام الملك أحيانا أو يشتركن فى الحكم على قدم مساواة مع الملك. وتوفرت لهؤلاء الملكات نفس الرغبة التى كانت عند
أزواجهن الى الثقافة. أن امرأة مثل أرسينوى الثانية زوجة بطلميوس الثانى، كانت جميلة، مقتدرة وصاحبة السيطرة والنفوذ، وكان
لها تأثير هائل على من حولها. لقد مارست نفوذا شديدا على أخيها، وزوجها فى ذات الوقت، الذى انصاع الى سحرها حتى انه لقب
باسم فيلادلفوس أى المحب لأخته.
كان لأرسينوى الفضل الأول فى توجيه السياسة الخارجية لزوجها، وكثيرا ما كانت المدن والرسل الخارجية تتصل بها وتتشاور
معها. وربما بناء على نصيحة هذه الزوجة أرسل فيلادلفوس وفد الى روما طالبا الصداقة معها. كان موت ارسينوى بداية لانحسار
المد البطلمى، لأن أرسينوى كانت تتبنى النفوذ المصرى فى بلاد اليونان الوسطى، ولأن بطلميوس لم يستطع مقاومتها والحفاظ عليها.
وعندما ماتت، خلد بطلميوس اسمها بأن أطلقه على اقليم الفيوم الذى تم اصلاحه، واصبح يعرف باقليم ارسينوى.