ثمة معلومات قليلة متاحة عن تنشئة أولاد السلاطين، بيد أننا نعرف من بعض القصص مثل ألف ليلة وليلة أن الأمهات كن يحببن
أبنائهن حباً جماً ويحميهن من العقاب، إذ اجتهدنْ على الدوام في حمايتهم من بطش أبائهم بمدارة ما وقعوا فيه من زلل. بل ربما لم
يتورعن عن قتل أي شخص كان يهدد حياة أبنائهن.
ففي العصر الأيوبي ساعدت أم نور الدين ولدها على الهرب من عقاب أبيه الملك العادل بعد أن أقسم أن يقطع يديه بعد احتسائه الخمر.
كما تشير المصادر التاريخية إلى أن الخاتون، بنت بركة خان قامت بدس السم للأمير بيلبك عندما نما إلى علمها أنه يعمل على عزل
ابنها عن سلطنة الديار المصرية.
كما فرت أم الناصر محمد بن قلاوون بابنها خارج حدود مصر خشية من المؤامرات التي كانت تحاك ضده من قبل الطامعين في العرش.
وثمة مثال آخر هو خوند زينب، بنت خاصيك، والتي تركت القصر السلطاني بالقلعة لتلحق بولديها، المؤيد أحمد ومحمد، في
محبسهما. وباشرت تمريض أحمد حتى وافته المنية، وهنالك استأذنت السلطان خشقدم في حمل جثمانه للقاهرة ليدفن بجوار أبيه
الأشرف إينال.
كما أن خوند أصلباي أم السلطان الناصر محمد بن قايتباي عندما علمت بالتهديد الذي يحدق بولدها من خاله قنصوه، قامت بجمعهما
وحلفتهما بوفاء كل منهما لصاحبه.
وهناك قصة أخرى هي قصة أنوك، إبن السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فقد شغف حباً بمغنية تدعى زهرة، وساعدته أمه، خوند
طغاى، على التنعم بوصالها. وعندما نما إلى علم أبيه السلطان الناصر، هم بقتله لولا أن أمه، زوجة الناصر محمد، خوند طغاى قد تدخلت.
وهذا الاحترام العظيم والامتياز الذي تمتعت به المرأة في ذلك العصر قد تردد صداه في العديد من المصادر التاريخية.
ويعكس ذلك المبنى الأخاذ الذي بناه الأشرف شعبان لأمه "السيدة أم السلطان شعبان" حب العظيم لأمه.