من يقرأ العنوان سيظن لأول وهلة أننى عندما قدمت عرضا سريعا على قدر معلوماتى المتواضعة لمشكلات التعليم فى بلادنا سوف أكون قادرا على تقديم الحلول!.. لكنى أسارع وأقول "رحم الله امرئ عرف
قدر نفسه" فكل حقل له فروعه وتخصصاته فكما نجد فى حقل الحاسب الآلى مثلا تخصصات تبدأ من مدخل بيانات ولاتنتهى عند المبرمج ومحلل النظم فهى حلقات متعددة نجد أن حقل التعليم لايشذ عن ذلك فهناك مدرس الفصل ومدرس المادة ومشرف المادة وموجه المادة والوظيفة الإدارية المتمثلة فى ناظر المدرسة ولاتنتهى أيضا عند خبير المناهج وخبير طرق التدريس فلا يمكن أن نغفل دور علماء التربية وعلماء الإجتماع فى بلدنا.. ولأنى أؤمن بالتخصص فإنى أرى أن المشكلة أكبر من حجمى والحل فوق طاقتى ويتضاءل أمامه دراستى وخبرتى لكنى على هذه الصفحة سأحاول جاهدا أن أعرض رؤيتى وهى لا تتعدى وجهة نظر شخصية أحفز بها كل وطنى غيور أن يدلى بدلوه لنخرج سالمين من أعماق هذه الهاوية.
أولا- المنهج الحالى لايحفز الطالب على الدراسة ونحتاج لتضافر كل الجهود لاستنباط منهجا يصلح لأن يواكب متطلبات العصر ولا أقصد جهود الوزارة المعنية بالتربية والتعليم فحسب بل كل من له باع فى هذا المجال ليمتد الإهتمام أيضا لباقى الدول العربية فتشكل لجانا تضم من له أبحاث فى هذا المجال وليست لجان من التى تجتمع على حفل وتنفض عن حفل مع برنامج معد لزيارة معالم القاهرة أو رحلة نيلية لمعابد مدينة الأقصر!.. ولاينقص من كرامتنا أن نستعين بخبرات بعض الدول الصديقة غير العربية من التى سبقتنا فى هذا المضمار لأن هذا مسبوق فقد تم عقد مؤتمرات لمجموعات من الدول فى سنوات مختلفة لغرض إعداد خطط فعلية للتعليم وتأليف الكتب وتدريب المدرسين فنجد مثل هذه المؤتمرات تضم دولا إفريقية (ليس من بينها مصر) ومرة أخرى نجدها تضم دولا من جنوب شرق آسيا ومرة ثالثة نجدها تشمل دول الشمال الأوروبى.
ثانيا- بالنسبة للكتاب المدرسى أرى عند تكليف مجموعة من المؤلفين البحث عن تاريخهم العلمى وأبحاثهم فى المادة التى يقومون بعمل كتاب لمعالجتها مع الإهتمام بالشكل الفنى للكتاب وإعداده بشكل جذاب مع عدم الإسراف من الأسئلة النمطية والإكثار من أسئلة الإختيار من إجابات متعددة.
ثالثا- وعن الإمتحانات: أتمنى أن نصل إلى نوع من التقييم يسمح للطالب الدخول إلى لجنة الإمتحان بما يريد من أدوات وكتب حتى حتى وإن استعان بجهاز كمبيوتر صغير (ربما تكون أحلام).. لكننا لو جعلنا أسئلة الإمتحان متنوعة وكثيرة تحتاج فى معظمها إلى البحث فسوف يكون اصطحاب الطالب لمذكراته عبئا عليه وليست عونا له إن لم يكن قد تعود على البحث وسرعة اتخاذ القرار فحفظ واستظهار صور القوانين والنظريات ليس بالضرورة مفتاح الحل.. ولى بعض الملاحظات:
1- البعد بقدر الإمكان عن الأسئلة التقليدية مثل "علل.. أذكر ماتعرفه عن.. عرًف.. إلخ.." وإن كان لابد فيمكن تكملة تعريف أو كتابة حلا لمشكلة يحتوى على خطأ ما يُطلب تصحيحه.
2- ثبت فاعلية الأسئلة ذات الإختيار من مجموعة إجابات إحداها صحيح.. وكذلك أسئلة (الصواب والخطأ) فكلاهما أسئلة مقننة لادخل فيها لمزاج المصحح.
3- فى السنوات النهائية للتعليم الثانوى يمكن كتابة بعض السطور المتفرقة للحل وعلى الطالب إكمالها ولامانع من سؤاله "هل لديك حلا آخر؟".
4- أعتبر من الأهمية أن يحتوى الإمتحان على سؤال فى المعلومات العامة وسؤال أو أكثر فى المعلومات السابقة التى مر بها الطالب فى كل مراحله الدراسية.
5- على واضع الإمتحان أن يعى بأن الإمتحان وظيفته تقييم الطالب وليس عملية تعذيب وحرق دم (أرجو ألا يعنى كلامى غير ما أقصد) فواضع الإمتحان الذى يتمتع بالخبرة الجيدة يستطيع أن يكتب أى سؤال يشاء ولكن بعد أن يعطى له الشكل المريح الذى لا يُنفٍر الطالب بل يحفزه على الإجابة.
6- لمنع ظاهرة الغش فى الإمتحانات يمكن الأخذ بأسلوب معروف للبعض وهو أن يحتوى الإمتحان على عدد كبير من الأسئلة بحيث نضمن أن الطالب الممتاز لايستطيع الإنتهاء من حل الأسئلة فى الوقت المحدد وعند القيام بعملية تقدير الدرجات نعتبر أعلى درجة هى 100% حتى وإن كانت أقل من ذلك ثم يقاس باقى الدرجات عليها بالضرب فى معامل يمكن حسابه.
رابعا- أما عن المدرس فنحن فى حاجة إلى معلم له وعى.. يؤمن برسالته وليعلم أن مهنته هى مهنة عطاء لاأخذ وفيها من التضحيات الكثير.. ويثق أن جهده وعطاؤه مردود عليه عافية فى صحته وتوفيقا لذريته ورضا فى دنياه وثوابا لآخرته.. ويعى أنه إن كان يقوم على تربية أولاد الآخرين فهناك أيضا من يتولى رعاية أولاده.. فمن كان قانعا برزقه متمسكا بحسن أخلاقه ومسيطرا عليه ضميره فإن الله يمنحه الستر والعافية.. ولا شك أن احترام الطالب لمعلمه لايقدر بثمن وهذا بالطبع لا يأتى من فراغ بل بالجهد المتواصل والعمل الجاد الدءوب فلابد من الحد الأدنى من الثقافة وعلينا أن بتطوير أنفسنا لتحسين الأداء حتى نكون محل احترام من المحيطين بنا ونظفر برضا الله سبحانه وتعالى.. أما عن دور الدولة فأرى:
1- وضع البرامج المناسبة لخلق معلما واعيا مثقفا واسع المعرفة قادرا على استيعاب المتغيرات من حوله فلا يغلق عقله على جزيئات المنهج المكلف به بل يتعداها إلى العديد من المعارف التى تخدم منهجه.. أن يكون له أخلاق رجل الكشافة من صبر وجلد وقدرة على الإدارة والقيادة يستطيع معالجة مايعترى العملية التعليمية من مشكلات.. ولنضع نصب أعيننا أن النبات الجيد الذى يُعتنى به لاينتج إلا طيب.
2- القناعة بأن الطالب ليس كشكولا نكتب فيه بل هو جسد وروح وكتلة من المشاكل الصحية والنفسية خاصة فى مرحلة المراهقة فعلى المدرس من خلال دورات تدريبية أو ندوات منتظمة أن يعى تماما أن المتلقى لايقل أهمية عن المادة التى يلقيها فهذه المادة موجودة فى الكتب وعمله يقتصر على توفير وقتا للطالب من أجل الإطلاع بتوضيح وتفسير ما كان منها غامضا ولايغفل مطلقا ملاحظة سلوك الطالب فيقومه إذا احتاج الأمر وقد يشكو الطالب من علة صحية أومضايقات من أحد أقرانه.. وكثيرا ما نجد طالب أشعر به كأنه يحمل العالم فوق رأسه لمشاكل نعتبرها صغيرة لكن بعضها كأنها نهاية العالم بالنسبة له.. فربما حدثت مشادة بين والديه قبل حضوره إلى المدرسة وقد يكون لم يتناول إفطاره وربما طلب مصروفه فلم يعره أحد اهتماما.. إذن فالمعلم (الصح) هو طبيب ومهندس وممثل ومخرج يتميز باللين والحزم فى نفس الوقت.
2- عقد دورات شهرية تنشيطية للمعلمين القدامى عن أحدث الطرق لتدريس المواد المختلفة كل حسب تخصصه مع عقد امتحان فى نهاية كل عام فى صلب المادة مع أسئلة فى المعلومات العامة وتضاف درجات الإمتحان إلى تقييم المدرس.
3- مناشدة وسائل الإعلام رفض التعليقات السيئة والرسوم التى تسخر من المعلم باعتبار أنها مهنة سامية وأن المعلم ماهو إلا قدوة لطلابه.
4- التركيز على المظهر العام للمدرس داخل حرم المدرسة وحثه على أن يهتم بهندامه.. وفى رأيى يجب تخصيص درجة لمظهر المدرس عند تقييمه لا تقل عن درجته لمكانته العلمية.
5- عقد إختبار تحريرى وشفوى للمتقدمين لكليات التربية.
6- أن يكون الطالب المتقدم له هواية واحدة على الأقل فنية أوأدبية أورياضية ولابأس من تنشيط هذه الهوايات أثناء دراسة الطالب فى كليات التربية.
7- فى المعاهد والكليات المعنية بالتربية والتعليم تضاف دراسة عن وظيفة الإخصائى الإجتماعى لأن الطالب كثيرا ما يلجأ لمدرس محل ثقة بالنسبة له عندما تكون الجسور بينه وبين والديه مقطوعة إما بسفر أحدهما أو كليهما أو انشغال الوالدين بالسعى على الرزق أولعدم ثقته بالأخصائى الإجتماعى.
8- إحتواء إمتحانات التخرج لطلبة كليات التربية على أسئلة فى المعلومات العامة.
9- الكمبيوتر واستخدامه لمساعدة المدرس فى عمله شئ أساسى يجب التدريب عليه.
10- يراعى أن تقوم الخبرات الأفضل فى التدريس للصفوف الدراسية الأولى وليس العكس كما يحدث الآن حتى ولو استعنا بجزء من وقت المدرس الجيد الذى يقوم بالتدريس للسنوات الأخيرة كالشهادات ليساعد ببعض الحصص فى الصفوف الأولى.
خامسا- المدرسة: لا أرى بديلا عن نظام اليوم الكامل فى مدارسنا رغم أنى أعلم مقدما بسخط قطبي العملية التعليمية (المدرس والتلميذ) على هذا النظام.. لماذا اليوم الكامل؟.. لأنه فى عصرنا هذا نجد كلا من الوالدين فى معركة من أجل السعى على الرزق فلا بد من أن ندفع بالتلميذ إلى جهة متخصصة فى التربية وهى المدرسة لكن قبل ذلك لابد من إعداد (أرض المباراة) حتى نضمن نجاح (اللعبة) وأول مشكلة ستواجهنا هى الإمكانيات وكيفية تمويلها وردى على هذا "لنعتبر أننا نبنى جيشا لمعركة" وهى مشكلة إقتصادية لها رجالها ولنعلم أن أفضل إستثمار هو الإستثمار فى فلذات الأكباد فهذا الصغير سوف يكبر ليأخذ مكانك فى المستقبل.. ولإعداد المدرسة لتكون موقع جذب أرى:
1- مراعاة الشكل الصحيح فى بناء المدارس الجديدة من حيث التهوية والإضاءة وصدى الصوت واتساع الحجرات وشكل المعامل.
2- تزويد المدرسة(قديمها وحديثها) بمقصف ومعامل متطورة وحجرة أو أكثر للكمبيوتر وملاعب وحجرات للأنشطة وإذاعة مدرسية ومكتبة مناسبة تحوى كتبا صالحة للرجوع إليها فى عمل الأبحاث المتصلة بالمنهج المقرر.
3- كثافة الفصل لاتزيد عن 40 تلميذ.
4- لأن أماكن الأنشطة لاتستوعب كل الطلبة فيمكن تقسيم الوقت بحيث يمارس جزء من الطلبة النشاط الذى يرغبه فى الوقت الذى يتلقى فيه النصف الآخر المواد الدراسية داخل الفصل.
5- إستقطاع بعض الوقت كحصص للمشاريع بمعنى تخصيص وعاء زمنى لكل مادة لعمل مشروع مناسب يشترك فيه الطلبة على شكل مجموعات متعاونة يشرف عليها مدرس المادة.
6- تكليف الطلاب (كمجموعات) بإشراف مدرس المادة بعمل أبحاث فى مواضيع مختاره تمس المنهج لترسيخ روح الجماعة ونبذ الفردية.
7- إهتمام المدرسة بترسيخ مبدأ الأخلاق بأن تكون بكل مدرسة لائحة ليست مفروضة من جهات مشرفة على المدرسة بل تخص كل مدرسة بعينها فيقترحها المعلمون والطلاب (من خلال إتحاد الطلبة) ومن الآباء (من خلال مجلس الآباء) ويلتزم بها الجميع.
8- تزويد المدرسة بوجبة جافة مناسبة مولدة للطاقة.
9- تزويد المدرسة بمشرف مقيم لكل مادة دراسية يـُشهد له بالكفاءة وأخصائى إجتماعى وطبيب مقيم وممرضة.
10- تعاون المجتمع بالكامل على عدم تسرب الطلبة فى وقت الدراسة.
11- تبادل الزيارات بين المدارس للفرق ذات المرحلة الدراسية الواحدة.
12- الأنشطة المدرسية لايؤديها المدرس كارها أوللحصول على تقييم أفضل لنفسه أولأنها شر لابد منه لأن الأنشطة هى فى الواقع جسور قوية بين الطالب ومعلمه وهى فى المقام الأول تخدم عمل المدرس لأنها كثيرا ما توفر عليه عناء توضيح جزيئات المنهج.
سادسا- الدروس الخاصة والمراكز التعليمية: قلت قبلا أن الدروس الخاصة بشكلها الحالى لايجب السكوت عليه لكنه فى نفس الوقت لايمكن القضاء عليها نهائيا فإذا ما ولينا العناية بالمدرسة فإن هذه الظاهرة سوف تنحسر وتعود لحجمها الطبيعى ولن تكن ضرورية لكل الأسر وسوف يلجأ إليها فقط من ينطبق عليه المثل "اللى معاه قرش محيره يجيب حمام ويطيره!".. فكما نجد فى مجتمعنا من يأخذ دروسا فى (البيانو) فلا نعجب أن نجد من يأخذ دروسا فى الكيمياء.. ولاشك أن عنايتنا بالمدرسة سوف يكون من نتائجه أن المراكز التعليمية إلى زوال ولتوضيح ذلك أذكر مثالين: لماذا انتشرت المراكز العلاجية؟ أقول بثقة لقلة أو انعدام فى إمكانيات المستشفيات التابعة لوزارة الصحة.. ولماذا انتشر التاكسى و(المكروباص) فى شوارعنا؟ لأنه ببساطة وسائل النقل العام فى مجملها ليست آدمية بل وتشجع على الفسق!
سابعا- الملخصات والكتب الخارجية ودروس الفيديو والسى دى: الكثير منها يمارس عملية قتل مع سبق الإصرار لتفكير الطالب.. فالحسنة التى نراها فى الكتاب الرسمى المقرر على الطالب وهى عرض موضوع الدراسة بشكل يجعل الطالب مضطرا للمساهمة بفكره مع تذييل الشرح بعدد قليل جدا من الأمثلة التوضيحية ليترك للطالب حرية التفكير فى المسائل والتمارين بعد ذلك هذه الحسنة قد قضت عليها الكتب الخارجية التجارية (إن صلحت التسمية) بكثرة الأمثلة وإحاطة كل معلومة بإطار ربما خوفا عليها من التبديد! جعلت عملية الحفظ والإستظهار كما لو كانت مطلوبة وإذا ما همً الطالب بحل المسائل والتمارين المذكورة فإنه يضع أمامه مثالا مشابه ويبدأ فى تقليد الحل.. ومن ناحية أخرى إحتواء الكتاب التجارى على حل كامل للتمارين فى نهاية الكتاب يدفع الطالب قليل الصبر فيسارع فى قراءة الحل وبهذا يفقد القدرة على التفكير.. ومع وجود كل هذه الوسائل من شريط فيديو و(سى دى) وملخصات ودروس التليفزيون تطارد الطالب فى كل وقت وكل مكان فتغلق على الطالب حرية الفكر وتحدد شخصيته لذا ننادى بعمل ميثاق شرف لهذه الإستثمارات وأن يكون هناك جهة مسئولة تشرف على هذا الإنتاج لتقنينه.
ثامنا- الطريق إلى الجامعة والمعاهد العليا: منذ اقترح القائمون على التعليم عمل تنسيق للتقدم للدراسة من المرحلة الإعدادية إلى المرحلة الثانوية نجد الطريق إلى التعليم العام مرهون بالمجموع الأعلى كأن التعليم الفنى وصمة فى جبين الأمة!.. كما أصبحت شهادة الثانوية العامة هى مشكلة الأسرة المصرية لذا أرى:
1- إلغاء التنسيق بين المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية.
2- توحيد مناهج التعليم العام والتعليم الفنى فى منهج واحد يجعل الطالب بعد المرحلة الثانوية قادرا على معالجة بعض أمور الحياة البسيطة ( الحد الأدنى من: سباكة.. كهرباء.. نجارة) ويمكن التدريب عليها فى ورش ملحقة بالمدرسة مثل المعامل.
3- التعليم بعد المرحلة الثانوية مفتوح للجميع وفى أى وقت لاحق على تاريخ الحصول على شهادة التعليم المتوسط بشرط إجتياز امتحان قبول للدراسة المطلوبة فى أى جامعة أو أى معهد.. وأوضح: من الممكن أن نجد طالبا متفوقا فى دراسته فى المرحلة الثانوية لكن طرأ عليه ما منعه من استكمال تعليمه العالى.. يمكنه أن يعمل بشهادته (الثانوية) والتى ذكرنا أنه قد حقق فيها الحد الأدنى من الأعمال وليست أكاديمية بحتة.. وبعد أن تتغير ظروفه إلى الأفضل بعد سنة أو أكثر له الحق فى تقديم مستنداته إلى المعهد أو الكلية التى يريدها بشرط اجتياز امتحان قبول.
4- لإعداد عامل فنى تـُجهز معاهد بحد أقصى سنتين للدراسة النظرية والعملية بشرط ألا يحرم من تخرج فيها من الدراسة الجامعية وبأى مجموع وفى أى وقت لاحق لتخرجه بشرط إجتياز امتحان قبول وله الحق فى تحديد السنة الجامعية التى يرغب فى الإنتساب إليها إذا كانت معادلة شهادته السابقة تسمح بذلك.
تاسعا- همسات فى أذن ولى الأمر:
1- لاتتدخل فى الواجبات التى تم تكليف طفلك بها إلا عند الضرورة.
2- إذا اكتشفت خطأ ما فى عمل المدرس ظاهرا فى كراسة طفلك (كإجابة خطأ مثلا) فلا تتسرع بالهجوم على المدرس ونعته بقلة المعرفة فهذا ليس فى صالح الطفل لأنه عندما تهتز ثقته فى مدرسه فسوف تهتز عنده معايير كثيرة وعموما "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".. مشوار صغير إلى المدرسة لتقنع المدرس أو يقنعك فإن كان هو على خطأ فدعه يصلح ما أفسده بطريقته.
3- لاتسارع فى إعطاء الإجابة لطفلك بل دعه يعانى قليلا وأيضا لاتعطيه الإجابة كاملة من مبدأ "تـُريح وتستريح!.. وخلينا نخلص!".. أترك له شيئا يـُفكر فيه.
4- المنزل الذى يحوى تـُحفة وليس به مكتبة فهو (تحفة) يعنى مع مرور الوقت سيكون من الحفريات.. والمنزل الذى يحوى مكتبة وليس به تحفة (ليس بالضرورى ثمينة لكنا نعتز بها) فهو مقبرة.. لذلك يجب أن نعود الطفل على عمل مكتبة صغيرة حتى وإن كانت رف على جدار بما يقتنيه وعليه أن ينميها من حين لآخر مع تشجيعه لاقتناء شئ بسيط وإن كان نموذج صغير لثلاثة أهرامات من المرمر حتى نرسخ لديه الإنتماء.
5- التربية وتقويم السلوك ليس فى "هذا صح.. وهذا خطأ" ونتوعد بالويل والثبور بل التربية موقف يمكن استغلاله.. أوضح: فى أحد الأيام التى كان بها تغذية بالمدارس (ليست بسكويت!) دخلت الفصل فى موعد حصة يعقب توزيع التغذية فوجدت أرض الفصل وأدراج الطلبة تسبح فى قشر البرتقال وقشر البيض وقطع من الخبز باختصار (حظيرة)!.. بعد أن أفاق الطلبة وشعروا بوجودى قاموا للتحية وعلى غير العادة لم أقل "اتفضل اجلس".. طلبت من طالب بأول صف (همسا) بأن يحضر لى (مقشة) من عامل الدور ولم يلاحظ أحد من الطلبة غير أن زميلا لهم قد خرج فبدأ حب الإستطلاع.. لحظات وحضر الطالب والعامل وبيده المقشة أخذت المقشة وطلبت من العامل الإنصراف ودخلت بالمقشة حتى نهاية الفصل دون أى تعليق والطلبة لم تستوعب الموقف بعد.. وعندما هممت (بالكنس) أحاط بى أقرب طالبين بلمح البصر واستولوا على سلاحى (أقصد المقشة) وطلبوا منى الخروج من الفصل وماهى إلا دقائق وكان الفصل نظيفا ووضعت المقشة بجوار الباب وبدأنا درسنا ولم تتكرر مرة أخرى.
6- العقاب لايتجاوز الذنب.. ولاتسرف فى الثواب والمدح.. ولاتقم بمسلسل التوبيخ لطفلك أمام آخرين ولاتكن دائم الشكوى منه.
7- لاتجعله محل مقارنة مع أقرانه أو من هم فى سنه من أفراد الأسرة أو حتى بنفسك عندما كنت فى سنه فلك شخصيتك وزمنك وله شخصيته وزمنه.
8- لاتركب على تفكيره باقتراحاتك المستمرة بل دعه هو يقترح ثم بلباقة قم بتعديل اقتراحه وحاول أن تكون مستمعا جيدا له.
9- حاول أن تشركه فى حل المشكلات الصغيرة التى تعترى مسيرة الأسرة حتى يعتاد اتخاذ القرار.
10- كن قدوة فليس من المنطق أن تمنعه عن التدخين وأنت تـُدخن وليس من المنطق أن تطلب منه أن يتحرى الصدق دائما وأنت تقول له "أنا سوف أنام وإذا سألك أحد عنى قل أنى خرجت!".. فالصدق لا يتجزأ ولا يوجد شئ إسمه كذب أبيض وكذب أسود فربما يكون يوما ما عضوا فى الحكومة!
11- كن رفيقا به إذا استعصى عليه التعبير عن جزئية فى دراسته ولاتنفعل عليه فقد يكون لديه الإحساس بالمعنى لكنه لايستطيع التعبير المناسب.. أوضح: الحيوانات والطيور لها القدرة على الإحساس بالعدد بمعنى أنها يمكن أن تفرق بين شيئين وثلاثة من نفس النوع لكنها لاتستطيع أن تقوم بعملية العد.
12- إذا أردت أن تقطع الجسور بينك وبين طفلك بحيث لايلجأ إليك إذا ألم به مكروه فعليك بتحقير مشاكله وتوجيه اللوم إليه بشدة عند كل صغيرة ولابأس من علقة ساخنة عند كل كبيرة!
وأخيرا.. لاأدعى مطلقا بأنى على صواب فى كل ما قلت أو أنى ذكرت علاجا ناجحا لكنها مجرد أفكار تدعوا للحوار.. وأذكٍر السادة القراء الأعزاء بالملاحظة التى ذكرتها سابقا وهى:
إن كان ما قمت بكتابته من النوع الذى يسبب وجع البطن أو نوع من أنواع (العَك) فيمكن غلق الكمبيوتر بهدوء دون أن تسخطوا على اليوم الذى عرفتونى فيه!..