يصل الإنسان إلى موقف يجعله يتذكر قول أفلاطون:
(الحياة التي لا يعاد النظر فيها لا تستحق أن تعاش).
كثيرون منا يندفعون في حياتهم كالموج...يستمرون في السير في نفس الاتجاه حتى تصادفهم صخرة تعوق حركتهم. تجبرنا الصخرة على أن نتخذ قرارات جديدة في حياتنا.
إيجابيات وسلبيات:
عندما تصادفك صخرة تجبرك على تحويل مجرى حياتك فلا تسبها بل كن ممتنا لان فائدة الصخور من هذا النوع أنها تجعلك تعيد النظر في حياتك وتختبر درجة صلابتك. فلو كان خط سير حياتك ملائما وسليما وصلبا لكان قد تمكن من تجاوز هذه الصخرة. فالصخرة هي الابتلاء الحقيقي، وهي تمنحك الفرصة لتحقيقي النتائج الايجابية التالية:
•اكتشاف نقاط ضعفك.
•مراجعة وتقييم القرارات السابقة التي رسمت خط سير حياتك.
•دراسة جدوى المشروعات الشخصية الحالية.
•تحديد المصادر الحقيقية لقدرتك على الاستمرار والنجاة وتجاوز الأزمة.
•تعبئة قدراتك الكامنة بكامل طاقتها.
•إدراك درجة صلابتك الحقيقية.
•اختبار قدرتك على التغيير والتحول.
كذلك تكون لتجربة الاصطدام بالصخرة نتائج سلبية. ومنها:
•الألم:
فمعظم تجارب الاصطدام ينجم عنها قدر من الألم.
•التوقف المؤقت:
فالاصطدام ينتج عنه رد فعل عكسي مساو له في المقدار ومضاد في الاتجاه.
عقب الاصطدام تتم عملية الموازنة بين النتائج الايجابية والسلبية للتجربة.
فأولئك الذين يركزون على الايجابيات يجدون في الاصطدام حافزا للتغيير ودافعا للعمل وبذل المزيد
أما من يركزون على الجانب السلبي فتقعدهم الصدمة عن العمل ويشعرون بالشلل عن بدء أي تغيير أو حتى عن معاودة السير في نفس الاتجاه السابق.
شخصيات ما بعد الاصطدام:
يتميز الناس إلى ثلاثة أنواع. تبعا لقدرتهم على التعامل مع آثار ما بعد الاصطدام وهم كما يلي:
•المخترقون:
وهم أولئك الذين يركزون على الآثار الايجابية للصدمة، فلا يجدون وقتا للبكاء أو الألم، بل يشرعون في العمل ويكثفون جهودهم ويستفيدون من تجربة نقطة الاصطدام نفسها، فيخرجون من التجربة أقوى مما كانوا، ويصلون إلى مستوى أعلى مما كانوا عليه قبل الصدمة. ولكنهم في نفس الوقت لا يبقون على نفس خط السير السابق، بل يتحولون قليلا ويصححون مسارهم السابق.
•المتوقفون:
وهم أولئك الذين تشلهم الآثار السلبية للاصطدام عن الاستمرار في الحركة التي كانوا يسيرون بها فيتوقفون ولا يتقدمون ويبقون عند نفس المستوى الذي حققوه خلال الصدمة. قد تكون حالة التوقف هذه واحدة من ثلاث:
1.توقف مؤقت يتبعه تقدم:
ذلك أن الشخص يستغرق فترة للتغلب على الآثار السلبية للاصطدام ثم يعاود تقدمه.
2.توقف مؤقت ثم انكسار:
وهنا يكون التوقف إيذانا بمزيد من التدهور، نتيجة فقد الشخص لثقته بنفسه.
3.توقف دائم:
وهو يعني أن الشخص يقرر الاعتزال والاحتفاظ بما حققه حتى لحظة الاصطدام.
•المنكسرون:
وهم أولئك الذين يرتدون إلى الخلف بفعل قوة الصدمة، فيرتدون على أعقابهم،
وينحدرون إلى مستوى أدنى مما وصلوا إليه قبل الصدمة
صدق من قال :
ينبغي أن نضع نصب أعينينا أن مأساة الحياة لا تكمن في عدم بلوغ الهدف بل في عدم وجود هدف نسعى إلى بلوغه فليست الفاجعة في أن نموت دون أن نحقق بعضاَ من أحلامنا بل أن نفتقر إلى الأحلام .