القرءانيون الجدد ومخالفتهم
حيا الله اصحاب القلوب الطاهرة والافواه العطرة احبكم في الله
وبعد:
معذرة اليوم الموضوع طويل وخطير
أسأل الله تعالى أن يهدي الضالين عن سبيله وسبيل رسوله قال تعالى" وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "
موضوع الفريق المزعوم القرءانيون الجدد جد خطير وكبير والعجب أن ما هم عليه اليوم أخبر به رسول الله من ألف وأربع مائة عام ونيفاً وهذا من معجزات نبينا وكرامته الصادقة التي تزيدنا حباً فيه واتباعاً لأمره
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يأتي ويقول ما وجدناه في القرءان أخذناه وما ليس فيه تركناه وهذا الحديث بنصه"
نص الحديث إسنادا ومتنا :
لفظ الحديث هو فيسنن ابن ما جة : المقدمة : باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلموالتغليظ على من عارضه. :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ الْكِنْدِيِّ :
"أَنَّرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُبِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ مَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِمِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ "
درجةالحديث :
حديث صحيح . ولهألفاظ أخرى.
المعنى الإجماليللحديث :
يحذر النبي صلى اللهعليه وسلم من أمر قد أخبره الله بأنه سيقع من بعض أفراد الأمة الإسلامية من بعده : وهو رد بعضهم للسنة النبوية ومعارضتها زعما أنهم يأخذون بالقرآن فقط .
وصور النبي صلى الله عليهوسلم حالة الكبر والإعراض عند هؤلاء برجل متكئ على أريكة وهناك من يحدثه بحديث عنالنبي صلى الله عليه وسلم صحيح ثابت عنه ، فيرد عليه هذا الرجل منكرا للحديث بأنهلا يقبل الحديث ، وإنما بيننا وبينكم أن ننظر في القرآن فقط فما كان في القرآنمنصوصا على أنه حلال أو حرام حكمنا بأنه حلال أو حرام كما جاء في القرآن وما لم يردفي القرآن فلا نقبل فيه ما جاء من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ويرد النبي صلى الله عليهوسلم على هذه الشبهة الشيطانية بأن ما جاء محرما في السنة فهو مما يجب قبوله مثل ماجاء محرما في القرآن ، لأن القرآن والسنة كلاهما وحي من عند الله تعالى ، قال تعالى { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى }. وما حرمه النبي صلى الله عليه وسلم فيسنته هو مثل ما حرمه الله في القرآن لأن النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ أمته تحريمالله للمحرمات وتحليله الحلال .
شرح الحديث :
(يوشك ): أي أن حصول هذا الإنكار للسنة وشيك قريب ، وهو منمعجزات نبوته ودلائل صدقه صلى الله عليه وسلم حيث وقع ذلك في الأمة وظهر من ينكرالسنة ويدعي الرجوع إلى القرآن فقط ، ويسمون أنفسهم بالقرآنيين ! وهم في الحقيقةمكذبون للقرآن.
(الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ ) : أي أنه من أهلالرفاهية والدعة والتنعم من أغنياء الناس أو مترفيهم الذين لم يسافروا في طلب العلمودراسة السنة النبوية ولم يعرفوا بجهد في ذلك . وإنما قصارى أمرهم الجلوس علىالأسرة والكراسي ، مما يفيد أنهم من أهل البلادة والكسل ، بالإضافة إلى الكبروالغرور الذي أصابهم .
( يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي ) : أي يسمع حديثا صحيحامن حديث النبي صلى الله عليه وسلم يحدثه به أحد المسلمين الثقات العدول ، ومع ذلكيتجرء على الحديث الصحيح فينكره كبرا وغرورا.
( فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْكِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) : يرد هذا المبتدع الحديث الصحيح بشبهةواهية لكنها تغر كثيرا من الناس ، فيزعم أنه يدعوهم إلى الاحتكام إلى القرآن الكريمولا يقبل حديث النبي صلى الله عليه وسلم !
(مَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ ) : أي ما وجدنا في القرآن أنه حلال حكمنا بأنه حلال واعتقدنا أنه حلالوعملنا به .
(وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ ) : أي وماوجدنا في القرآن قد نص عليه أنه حرام حكمنا بأنه حرام واعتقدنا حرمته واجتنبناه .
ومعنى هذه الشبهة أن ما لميرد التصريح بتحليله ولا تحريمه في القرآن الكريم فلا يقبلون فيه حديث النبي صلىالله عليه وسلم الصحيح الثابت عنه ، وبالتالي فإنهم سيقعون في مخالفة السنة التيجاءت تفسيرا للقرآن وتوكيدا له وتأسيسا لبعض الأحكام التي لم يصرح القرآن فيه بنصمحدد وإنما أشار إليها إشارة أو سكت عنها .
( أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَاللَّهُ) : أي أن التحريم الوارد في السنة النبوية هو كالتحريم الوارد فيالقرآن الكريم كله من عند الله لا فرق بينهما في ذلك ، وإنما النبي صلى الله عليهوسلم مبلغ لهذا التحريم سواءا كان في القرآن أو في السنة . فالذي يحرم حقيقة هوالله ، والرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو مبلغ . ويصح أن يقال أن النبي صلى اللهعليه وسلم حرم كذا وكذا ، بمعنى أنه بلغ تحريم الله لهذه الأشياء إلى أمته .
فالحديث إذن دليل علىتلازم الكتاب والسنة وأن من فرق بينهما فهو مذموم عند الله ورسوله صلى الله عليهوسلم واقع في الحرام والكفر والأعراض عن الوحي .
فكفى بصدق النبي تكذيبا لخروجهم على شريعته وامر وهم يخدعون الناس بزعمهم انهم يحبونه وسنته قال تعالى " فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"
وهؤلاء ليسو من الفرق الضالة بل ان منهجهم منهج اهل الكفر والضلال وهذا اجماع اهل العلم بلا خلاف
لأن الاسلام في الشهادتين فكيف يؤمنون بالأولى ويكفرون بالرسول هذا إيمان أبي جهل وأبي لهب
اخيراً ادعوا صاحبك برفق وحكمة وتعقل وبالحسني ان يجدد ايمانه بالرسول بصدق واخلاص ويتعلم العلم الحق والا فهو الخاسر في الدنيا والاخرة عياذاً بالله تعالى.