مورقٌ قلبه بالحداءِ
الذي يعشق الغيمة الماطرة
موحل دربه في هجير المنافي
التي غادرتها الطيورُ
وأتعبها الركض خلف السرابْ
موغل جرحه في رماد الدروبِ
التي توقد الأمنياتِ
انتظاراً لحين الإيابْ
لم تسعه البلاد التي
تنبت النفط والموتَ
فاختار سكناه خلف الضبابْ
عائدٌ رمسه في صلاة الهجيرِ
وقد زال عن جانحيه الكفنْ
يجمع الناس حول العشاء الأخيرِ
ويهدي لهم لوحة المذبحة
حبره أسودٌ
مثل ضوء الصباحِ
الذي عانق الأضرحة
إنه حنظلةْ
ذلك العاشق المستظلُّ
بفيء المنى المثقلة
عاشق يرسم الأغنيات بلون الوطنْ
إنه شاهدٌ في الزمان الرديءِ
زمان الخياناتِ
والنطعِ
والمقصلة