محاسبه النفس خطوه نحو الفضيله

الكثير منا يحتاج في هذه الحياة إلى مراجعة النفس ،والمحاسبة لها محاسبة دقيقة حتى تستقيم الأحوال ،خاصة من لوعته الدنيا وجرب فواجعها ،ومر بمناسبات فيها العبر والدروس ،هذه العوارض التي يجب ألا تمر مرور الكرام على من يريد أن يصحو من كبوته ،ويعود من جديد للحياة بعد إصلاح الأوضاع ونسيان الأوجاع بفتح صفحة جديدة فيها العهد بعدم العودة لما كان عليه سابقا بعد أن ذاق ما ذاق من الفانية ،ونال نصيبه من حوادثها وملماتها ،وهناك جم غفير من البشر غير مبال بما يصيبه ،ولامتعض ،حياته سبهلالا لايقيم للحياة وزنا ،شعاره في الحياة الأماني فهو يعيش عليها ليلا ونهارا ،لعل وعسى أن تنقذه ويجد منها ما يسره وهيهات هيهات أن ينال منها ما يريد إذ ليس نيل المطالب بالتمني كما قال الشاعر العربي:

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
فالحياة تحتاج إلى كفاح وجلد حتى يصل من يتعب فيها درب الفلاح إذا اجتهد وأخلص لرب العباد ،فلا توفيق إلا بالإخلاص ،وليس للإنسان إلا ما سعى ،ومن سار على الدرب وصل ،والكيس الفطن من دان نفسه وحاسبها وعرف ماله وما عليه ،وعقد مع نفسه عهدا على تجاوز محنها ،وإدراكها قبل هلاكها وضياعها،ودفن الماضي ،وسيجد من يقوم بذلك راحة في القلب وطمأنينة ،وانشراحا في الصدر ،ولو فتش كل منا بداخله لوجد الكثير من التصرفات التي هي بعيدة كل البعد عن جادت الصواب،والعقل والمنطق،والتي بسببها خسرنا الشيء الكثير في خضم الحياة ،والتي تحتاج إلى نظرة تأمل ومراجعة قبل التمادي فيها حتى النهاية التي ستكون بالطبع مؤلمة خاصة من يسير في نفق مظلم لا يدري إلى أين سيهديه ويوصله ؟! ومن حباه الله العقل المفكر الذي يزن الأمور سيقف عند كل قول وفعل محللا له فإذا كان صوابا وعلى الطريق صحيح فبها ونعمة والحمد لله على ذلك وهذا شيء يراد ،وإن كان خلاف ذلك دان نفسه وحاسبها على انحرافها ومخالفتها للطريق القويم ،فهيا لنحاسب أنفسنا ونرد عنها الظلم بإنصافها وتعويدها على الفضيلة والأعمال الجليلة ،وتجاوز كل كبوة ومحن ،وإبعادها عن مواطن الزلل والخطيئة،لنعيش سعداء في الحياة ،وبعد أن نلقى رب الأرض والسماء .
بيكوبيكو
Basketball

» المرأه بين الفضيله والزذيله
» المحاسبه : برنامج محاسبه متكامل
» النفس تبكي علي الدنيا
» معاني اسماء البنات حسب علم النفس
» علم النفس ( الشرود الذهني ومعالجته )