دمعات قلب
عدد الرسائل : 467 المزاج : معتدل تاريخ التسجيل : 05/05/2008
| موضوع: الراضي بالله الإثنين فبراير 02, 2009 11:53 am | |
| أبو العباس محمد بن المقتدر بن المعتضد بن طلحة بن المتوكل ولد سنة سبع وتسعين ومائتين وامه أم ولد رومية اسمها ظلوم وبويع له يوم خلع القاهر فأمر ابن مقلة ان يكتب كتابا فيه مثالب القاهر ويقرأ على الناس وفي هذا العام أى عام اثنتين وعشرين وثلثمائة من خلافته مات مرداويج مقدم الديلم بأصبهان وكان قد عظم أمره وتحدثوا أنه يريد قصد بغداد وأنه مسالم لصاحب المجوس وكان يقول أنا أرد دولة العجم وأمحق دولة العرب وفيها بعث على بن بويه إلى الراضى يقاطعه على البلاد التى استولى عليها بثمان مائة ألف ألف درهم كل سنة فبعث له لواء وخلعا ثم أخذ ابن بويه يماطل بحمل المال وفيها مات المهدى صاحب المغرب وكانت أيامه خمسا وعشرين سنة وهو جد خلفاء المصريين الذين يسمونهم الجهلة الفاطميين فإن المهدى هذا ادعى أنه علوى وإنما جده مجوسى قال القاضى أبو بكر الباقلانى جد عبيدالله الملقب بالمهدى مجوسى دخل عبيدالله المغرب وادعى أنه علوى ولم يعرفه أحد من العلماء النسب وكان باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الاسلام أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق وجاء أولاده على اسلوبه اباحوا الخمور والفروج واشاعوا الرفض وقام بالأمر بعد موت هذا ابنه القائم بأمر الله أبو القاسم محمد وفي هذه السنة ظهر محمد بن على الشلمغانى المعروف بابن أبى القراقر وقد شاع عنه أنه يدعى الإلهية وانه يحيى الموتى فقتل وصلب وقتل معه جماعة من أصحابه وفيها توفى أبو جعفر السجزى أحد الحجاب قيل بلغ من العمر مائة واربعين سنة وحواسه جيدة وفيها انقطع الحج من بغداد إلى سنة سبع وعشرين وفي سنة ثلاث وعشرين تمكن الراضى بالله وقلد ابنيه أبا الفضل وأبا جعفر المشرق والمغرب وفيها كانت واقعة ابن شنبوذ المشهورة واستتابته عن القراءة بالشاذ والمحضر الذى كتب عليه وذلك بحضرة الوزير أبى على بن مقلة وفيها في جمادى الأولى هبت ريح عظيمة ببغداد واسودت الدنيا وأظلمت من العصر إلى المغرب وفيها في ذى القعدة انقضت النجوم سائر الليل انقضاضا عظيما ما رؤى مثله وفي سنة اربع وعشرين تغلب محمد بن رائق أمير واسط ونواحيها وحكم على البلاد وبطل أمر الوزارة والدواوين وتولى هو الجميع وكتابه وصارت الأموال تحمل إليه وبطلت بيوت المال وبقى الراضى معه صورة وليس من الخلافة إلا الأسم وفي سنة خمس وعشرين اختل الأمر جدا وصارت البلاد بين خارجي قد تغلب عليها أو عامل لا يحمل مالا وصاروا مثل ملوك الطوائف ولم يبق بيد الراضى غير بغداد والسواد مع كون يد ابن رائق عليه ولما ضعف أمر الخلافة في هذه الأزمان ووهت أركان الدولة العباسية وتغلبت القرامطة والمبتدعة على الأقاليم قويت همة صاح الأندلس الأمير عبدالرحمن بن محمد الأموى المروانى وقال أنا أولى الناس بالخلافة وتسمى بأمير المؤمنين الناصر لدين الله واستولى على أكثر الأندلس وكانت له الهيبة الزائدة والجهاد والغزو والسيرة المحمودة استأصل المتغلبين وفتح سبعين حصنا فصار المسمون بأمير المؤمنين في الدنيا ثلاثة العباسى ببغداد وهذا بالأندلس والمهدى بالقيروان وفي سنة ست وعشرين خرج يحكم على ابن رائق فظهر عليه واختفى ابن رائق فدخل بجكم بغداد فأكرمه الراضى ورفع منزلته ولقبه أمير الأمراء وقلده إمارة بغداد وخراسان وفي سنة سبع وعشرين كتب أبو على عمر بن يحيى العلوى إلى القرمطى وكان يحبه أن يطلق طريق الحاج ويعطيه عن كل جمل خمسة دنانير فأذن وحج الناس وهى أول سنة أخذ فيها المكس من الحجاج وفي سنة ثمان وعشرين غرقت بغداد غرقا عظيما حتى بلغت زيادة الماء تسعة عشر ذراعا وغرق الناس والبهائم وانهدمت الدور وفي سنة تسع وعشرين اعتل الراضى ومات في شهر ربيع الآخر وله إحدى وثلاثون سنة ونصف وكان سمحا كريما أديبا شاعرا فصيحا محبا للعلماء وله شعر مدون وسمع الحديث من البغوى وغيره قال الخطيب للراضى فضائل منها أنه آخر خليفة له شعر مدون وآخر خليفة خطب يوم الجمعة وآخر خليفة جالس الندماء وكانت جوائزه وأموره على ترتيب المتقدمين وآخر خليفة سافر بزى القدماء ومن شعره كل صفو إلى كدركل أمر إلى حذر ومصير الشباب للموت فيه أو الكدر در در المشيب من واعظ ينذر البشر أيها الآمل الذى تاه في لجة الغرر أين من كان قبلنا ذهب الشخص والأثر رب فاغفر خطيئتى أنت يا خير من غفر ذكر أبو الحسن بن رزقويه عن إسماعيل الخطبي قال وجه إلى الراضى ليلة الفطر فجئت إليه فقال يا اسمعيل قد عزمت في غد على الصلاة بالناس فما الذى أقول إذا انتهيت إلى الدعاء لنفسى فأطرقت ساعة ثم قلت قل يا امير المؤمنين رب أوزعنى أن أشكر نعمتك ألتى أنعمت على وعلى والدى الآية فقال لى حسبك ثم تبعنى خادم فأعطانى أربعمائة دينار مات في أيامه من الأعلام نفطويه وابن مجاهد المقرىء وابن كاس الحنفى وابن أبى حاتم ومبرمان وابن عبدربه صاحب العقد والإصطخرى شيخ الشافعية وابن شنبوذ وأبو بكر الأنبارى
| |
|