دمعات قلب
عدد الرسائل : 467 المزاج : معتدل تاريخ التسجيل : 05/05/2008
| موضوع: الموت هو عين اليقين الأربعاء مايو 07, 2008 1:34 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ،،،،،،
أنا صوت الحق الذي تفرون منه .... (( كل نفس ذائقة الموت )) ...
ها أنتم تتنفسون، تتحركون وتعملون، تضحكون فكأنما وهبتم الحياة خالدين فيها ... تتقلبون في نعم الله عز وجل وقلوبكم في غفلة معرضون.... وما هي إلا لحظات حتى يأتيكم اليقين ...
(( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ))
فأنتم لا تدركون ما بوسعكم تداركه قبل فوات الأوان (( حتى إذا بلغت الحلقوم ))
قال صلى الله عليه وسلم :: (( ما لي وللدنيا ؟! ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ))
فيا ويح قلوبكم التي يتغلب عليها الهوى والشهوات ....
ويا ليت شعري كيف تنامون وقد علمتم أنكم بعد موتكم تبعثون ...
وأن بعد البعث حساباً .... فتتلقون كتبكم بإحدى أيدكم .... ( فأما من أوتي كتابه بيمينه ، فهو في عيشة راضية ) ( وأما من أوتي كتابه بشماله فأمه هاوية ، وما أدراك ما هي ، نار حامية )
فتقلبون صحائفكم في دهشة وتعجب ... ( ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها )
فمالي أراكم تسوفون .... ولصلاتكم مؤخرون .... هل يضمن أحدكم أن يرتد إليه طرفه ... أما تخافون أن يحين وقت الرحيل وأنتم تاركون لما أمر الله... فاعلون لما نهى عنه !
أما تشكرون نعم الله سبحانه وتعالى عليكم ...
فلم إذاً تستكثرون ركعات فرضها الله عليكم ؟!
لم تنسون ذكر الله وهو من رزقكم الصحة والعافية ؟!
كيف بكم وكل عمل تقومون به يسجله ملكان ، فتطوى صحائف اليوم وتفتح صحائف الغد !
وما طوي ما كان له أن يعود إلى يوم الدين ... يوم الحساب !
تأملوا معي واحدة من نعم الله عليكم ! ، تفكروا فيها ثم عودوا لمحاسبة أنفسكم التي تتوق إلى توبة صادقة تجب ما قبلها من الخطايا !
تأملوا في حال المؤمن وحسن خاتمته ... وحال الكافر وسوء خاتمته أعاذنا الله منها !
إنما خلقنا لنعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ً ... نحن هنا ليختبرنا الله في مدى حرصنا على طاعته ... ويبتلينا ليرى من منا يستحق رحمته وثوابه ... ومن يغفل عن ذلك فقد أعد الله له عذاباً مهيناً خالداً مُخلداً فيه أبداً !!
أما المؤمنين فيا بشراهم .... وهم يسارعون في الخطى إلى الجنان كما كانوا يسارعون في الخطى إلى طاعة الرحمن ...
أظنكم الآن .... على بينة بالحقيقة التي طالما تغافل الناس عنها .... فنحن هنا في هذه الدنيا لغاية تسمو فوق كل غاية ...
دعوة لمحاسبة النفس ... فالأيام تمر والصفحات تطوى والأعوام تتوالى ، وكل منا يستطيع أن يحاسب نفسه فبل أن يحاسب ، ويأخذ من المواعظ والعبر ويراقب الله .
فهاهي الأيام تركض وهكذا السنوات تجري من غير أن نحس ولا ندري ....
والسؤال الأهم :: ماذا أعددنا للرحيل ؟!
ماذا قدمنا لأنفسنا لنجده عند الله ؟!
ماذا سجّل في صحائفنا ؟!
كيف سيكون حالنا في تلك الحفرة المظلمة ؟!
اللهم اهدنا لما تحبه وترضاه ، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا شهادة أن لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك ، اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الدنيا والآخره ، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين ، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه ، برحمتك يا أرحم الراحمين
| |
|