وقال يحيى الغساني كان عمر ينهى سليمان بن عبد الملك عن قتل الحرورية ويقول ضمنهم الحبس حتى يحدثوا توبة فآتى سليمان بحروري فقال له سليمان هيه فقال الحروري وماذا أقول يا فاسق بن الفاسق فقال سليمان علي بعمر ابن عبد العزيز فلما جاء قال اسمع مقالة هذا فأعادها الحروري فقال سليمان لعمر ماذا ترى عليه فسكت قال عزمت عليك لتخبرني بماذا ترى عليه قال أرى عليه أن تشتمه كما شتمك قال ليس الأمر كذلك فأمر به سليمان فضربت عنقه وخرج عمر فأدركه خالد صاحب الحرس فقال يا عمر كيف تقول لأمير المؤمنين ما أرى عليه إلا أن تشتمه كما شتمك والله لقد كنت متوقعا أن يأمرني بضرب عنقك قال ولو أمرك لفعلت قال إي والله فلما أفضت الخلافة إلى عمر جاء خالد فقام مقام صاحب الحرس فقال عمر يا خالد ضع هذا السيف عنك وقال اللهم إني قد وضعت لك خالدا فلا ترفعه أبدا ثم نظر في وجوه الحرس فدعا عمرو بن مهاجر الأنصاري وقال يا عمرو والله لتعلمن أنه ما بيني وبينك قرابة الا قرابة الإسلام ولكن سمعتك تكثر تلاوة القرآن ورأيتك تصلي في موضع تظن أن لا يراك أحد فرأيتك تحسن الصلاة وأنت رجل من الأنصار خذ هذا السيف فقد وليتك حرسي وقال شعيب حدثت أن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز دخل على أبيه فقال يا أمير المؤمنين ما أنت قائل لربك غدا إذا سألك فقال رأيت بدعة فلم تمتها أو سنة فلم تحيها فقال أبوه رحمك الله وجزاك من ولد خيرا يا بني إن قومك قد شدوا هذا الأمر عقدة عقدة وعروة عروة ومتى أردت مكابرتهم على انتزاع ما في أيديهم لم آمن أن يفتقوا على فتقا يكثر فيه الدماء والله لزوال الدنيا أهون علي من أن يراق في سببي محجمه من دم أو ما ترضى أن لا يأتي على أبيك يوم من أيام الدنيا إلا وهو يميت فيه بدعة ويحيى فيه سنة وقال معمر قال عمر بن عبد العزيز قد أفلح من عصم من المراء والغضب والطمع وقال أرطأة بن المنذر قيل لعمر بن عبد العزيز لو اتخدت حرسا واحترزت في طعامك وشرابك فقال اللهم إن كنت تعلم أني أخاف شيئا دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي وقال عدي بن الفضل سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب فقال اتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب فإنه إن كان لأحدكم رزق في رأس جبل أو حضيض أرض يأته وقال أزهر رأيت عمر بن عبد العزيز يخطب الناس وعليه قميص مرقوع وقال عبد الله بن العلاء سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب في الجمع بخطبة واحدة يرددها ويفتتحها بسبع كلمات الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعص الله ورسوله فقد غوى ثم يوصى بتقوى الله ويتكلم ثم يختم خطبته الأخيرة بهؤلاء الآيات يا عبادي الذين أسرفوا إلى تمامها وقال حاجب بن خليفة البرجمي شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب وهو خليفة فقال في خطبته ألا إن ماسن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحباه فهو دين تأخذ به وتنتهي إليه وما سن سواهما فإنا نرجثه أسند جميع ما قدمته أبو نعيم في الحلية وأخرج ابن عساكر عن إبراهيم بن أبي عبلة قال دخلنا على عمر بن عبد العزيز يوم العيد والناس يسلمون عليه ويقولون تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين فيرد عليهم ولا ينكر عليهم قلت هذا أصل حسن للتهنئة بالعيد والعام والشهر وأخرج عن جعونة قال ولى عمر بن عبد العزيز عمرو بن قيس السكوني الصائفة فقال أقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم ولا تكن في أولهم فتقتل ولا في آخرهم فتفشل ولكن كن وسطا حيث يرى مكانك ويسمع صوتك وأخرج عن السائب بن محمد قال كتب الجراح بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز إن أهل خراسان قوم ساءت رعيتهم وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك فكتب إليه عمر أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم وأنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط فقد كذبت بل يصلحهم العدل والحق فأبسط ذلك فيهم والسلام وأخرج عن أمية بن زيد القرشي قال كان عمر بن عبد العزيز في الشيء فيغضب فأذكر أن في الكتاب مكتوبا أتق غضبه الملك الشاب فأرفق به حتى يذهب غضبه فيقول لي بعد ذلك لا يمنعك يا صالح ما ترى منا أن تراجعنا في الأمر إذا رأيته وأخرج عن صالح بن جبير قال ربما كلمت عمر بن عبد العزيز في الشيء فيغضب فأذكر أن في الكتاب مكتوبا أتق غضبه الملك الشاب فأرفق به حتى يذهب غضبه فيقول لي بعد ذلك لا يمنعك يا صالح ماترى منا أن تراجعنا في الأمر إذا رأيته وأخرج عن عبد الحليم بن محمد المخزومي قال قدم جرير بن عطية بن الخطفي علي عمر بن عبد العزيز فذهب ليقول فنهاه عمر فقال إنما أذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال أما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاذكره فقال إن الذي أبتعث النبي محمدا جعل الخلافة للأمير العادل رد المظالم حقها بيقينها عن جورها وأقام ميل المائل والله أنزل في القران فريضة لابن السبيل وللفقير العائل إني لأرجو منك خيرا عاجلا والنفس مغرمة بحب العاجل فقال له عمر ما أجد لك في كتاب الله حقا قال بلى يا أمير المؤمنين إنني ابن سبيل فأمر له من خاصة ماله بخمسين دينارا وفي الطويريات أن جرير بن عثمان الرحبي دخل مع أبيه على عمر بن عبد العزيز فسأله عمر عن حال ابنه ثم قال له علمه الفقه الأكبر قال وما الفقه الأكبر قال القناعة وكف الأذى وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن محمد بن كعب القرظي قال دعاني عمر بن عبد العزيز فقال صف لي العدل فقلت بخ سألت عن أمر جسيم كن لصغير الناس أبا ولكبيرهم ابنا وللمثل منهم أخا وللنساء كذلك وعاقب الناس على قدر ذنوبهم وعلى قدر أجسادهم ولا تضربن لغضبك سوطا واحدا فتعد من العادين وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن الزهري أن عمر بن عبد العزيز كان يتوضأ مما مست النار حتى كان يتوضأ من السكر وأخرج عن وهيب أن عمر بن عبد العزيز قال من عد كلامه من عمله قل كلامه وقال الذهبي أظهر غيلان القدر في خلافة عمر بن عبد العزيز فاستتابه فقال لقد كان ضالا فهديتني فقال عمر اللهم إن كان صادقا وإلا فاصلبه واقطع يديه ورجليه فنفذت فيه دعوته فأخذ في خلافة هشام بن عبد الملك وقطعت أربعته وصلب بدمشق في القدر وقال غيره كان بنو أمية يسبون علي بن ابي طالب في الخطبة فلما ولى عمر ابن عبد العزيز أبطله وكتب إلى نوابه بإبطاله وقرأ مكانه إن الله يأمر بالعدل والإحسان الآية فاستمرت قراءتها في الخطبة إلى الآن وقال القالي في أماليه حدثنا أبو بكر بن الأنباري حدثنا أحمد بن عبيد قال قال عمر بن عبد العزيز قبل خلافته أنه الفؤاد عن الصبا وعن انقياد للهوى فلعمر ربك إن في شيب المفارق والجلا لك واعظا لو كنت تتعظ اتعاظ ذوي النهى حتى متى لا ترعوى وإلى متى وإلى متى ما بعد أن سميت كهلا واستلبت اسم الفتى بلى الشباب وأنت إن عمرت رهن للبلى وكفى بذلك زاجرا للمرء عن غي كفى فائدة قال الثعالبي في لطائف المعارف كان عمر بن الخطاب أصلع وعثمان وعلي ومروان بن الحكم وعمر بن عبد العزيز ثم انقطع الصلع عن الخلفاء فائدة قال الزبير بن بكار قال الشاعر في فاطمة بنت عبد الملك بن مروان زوجة عمر بن عبد العزيز بنت الخليفة والخليفة جدها أخت الخلائف والخليفة زوجها قال فلم تكن امرأة تستحق هذا النسب إلى يومنا هذا غيرها قلت ولا يقال في غيرها هذا إلى يومنا هذا