محمد مصطفى اسماعيل المشرفون
عدد الرسائل : 60 تاريخ التسجيل : 01/05/2008
| موضوع: تابع الآذان وفضله 6 الجمعة مايو 02, 2008 11:30 am | |
| 14 - رفع صوت المؤذن - أو غيره - بالتبليغ عن الإمام من غير حاجة . قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : أما التبليغ خلف الإمام من غير حاجة فهو بدعة غير مستحبة باتفاق الأئمة " مجموع الفتاوى 23/403) وقال في موضع آخر : ولا ريب أن التبليغ لغير حاجة بدعة ، ومن اعتقده قربة مطلقة فلا ريب أنه إما جاهل وإما معاند ، وإلا فجميع العلماء من الطوائف قد ذكروا ذلك في كتبهم ، حتى في المختصرات قالوا : ولا يجهر شيء من التكبير إلا أن يكون إماما ، ومن أصَر على اعتقاد أنه قربة فإنه يعزر على ذلك لمخالفته الإجماع ، هذا أقل أحواله ( ) قال الشيخ علي محفوظ : فتحصَّل أن التبليغ له أصل في السُّنة وأن غالب الناس وضعوه في غير موضعه واستَعملوه على غير كيفيته بما علمت ، وبأنك ترى خلف الإمام مأموما واحداَ يرفع صوته بكيفية مزعجة ويقع مثل ذلك إذا كان خلفه اثنان أو ثلاثة مثلا ، وقد يكون المسجد صغيرا يعمّه صوت أضعف إمام ويقع التبليغ فيه على وجه يشوّش على من بالمسجد ، والتشويش حرام بلا خلاف نسأل الله السلامة والهداية . ا . هـ . ( ) وقد لخص رحمه الله مفاسد التبليغ المبتدع ومخالفته في الآتي : - ذهاب الحضور والخشوع والسكينةَ من الصلاة . - أن الإمام يصير في حكم المأموم لأنه ينتظر انتهاء المبلغ من التكبير الطويل قبل انتقاله للركن الآخر . - أن أكثر المبلغين يبلغون لغير حاجة شرعية ، فتجدهم يبلغون برغم صغر المسجد أو ارتفاع صوت الإمام فلا حاجة للتبليغ حينئذٍ . ا . هـ . وهذه العادة - التبليغ عن الإمام حتى من غير حاجة - تعوّد عليها ودأب على عملها كثير من أئمة ومؤذني المساجد وقد يصعب على نفوسهم التحول عنها ، ولكنهم إذا علموا أنهم يتحولون منها إلى سنة واجتهدوا في ذلك أعانهم الله تعالى . وقد ارتبط في كثير من الأماكن التبليغ بمخالفة أخرى وهي : 15 - التبليغ مع التطريب والتغني . قال القاسمي رحمه الله ( ) (التّبليغ هو التسميع وراء الإمام ، وإنّما يُتسامح به للحاجة من كثرة المصلين أو عدم بلوغ صوت الإمام لجميعهم فحينئذٍ يسمِّعُ واحد بصوته الطبيعي بلا تكليف ولا تمطيط ولا تصور لتلاحين مخصوصة) " إلى أن قال : (وفي التكلف لهذه التلاحين ما فيه من صرف القلب عن معنى الذكر المطلوب وجعل التكبير على أوزان الموشحات . . . ) اهـ . فتأمل كيف أن التبليغ كان المقصود منه تنبيه المأمومين على انتقال الإمام من أركان الصلاة ثمّ تحوّل إلى تطريب وتلحين وتغنٍ ، وقد قدّمنا في المخالفة السابقة ما فيه من تشويش وإشغال للمصلين . 16 - ترك أداء تحية المسجد للداخل أثناء الأذان الثاني في صلاة الجمعة ، ثمّ الانشغال بالتحية عن الإنصات للخطبة . " وذلك أن بعض الناس إذا دخل المسجد الجامع لأداء صلاة الجمعة ووجد المؤذن يؤذن الأذان الثاني أخذ في متابعة الأذان ، ثم إذا فرغ من المتابعة شرع في أداء تحية المسجد وقد شرع الخطيب في ابتداء الخطبة ، وهذه مخالفة والصّحيح أنه يشرع فور دخوله في أداء تحيّة المسجد ليتفرّغ بعدها للإنصات للخطبة . ومما يؤكد أن عليه التفرغ لسماع الخطبة قوله { إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوّز فيهما } ( ) ( ) قال الشوكاني رحمه الله : وليتجوّز فيهما فيه مشروعية التخفيف لتلك الصلاة ليتفرغ لسماع الخطبة ( ) ا . هـ . 17 - اشتغال الداخل في غير الجمعة بأداء تحية المسجد والمؤذن يؤذن ، وترك الإجابة . وهذه مخالفة أيضا والصحيح أنه ينتظر حتى ينتهي الأذان ويجيب المؤذن ثمّ بعد ذلك يصلي النافلة . قال فضيلة الشيخ عبد الله الجبرين - الأولى لمن دخل والمؤذن يؤذن - غير الأذان الثاني في صلاة الجمعة - أن ينتظر حتى ينتهي المؤذن من أذانه ويجيبه ثمّ يتنفَّل ، لأن إجابة المؤذن عبادة يفوت وقتها أما تحية المسجد فوقتها أوسع " ا . هـ (من جواب حوله هذه المسألة وقد تقدم برقم 69) . 18 - سبق المجيب المؤذن ببعض العبارات . فتجد بعض المجيبين يسبق المؤذن بقول " لا إله إلا الله " في نهاية الأذان ، وأحيانا قد يسبق المؤذن في غيرها ، مع أن الأصل أن ينتظر حتى ينتهي المؤذن من الجملة ثم يقولها بعده . ليكون مجيبا َله ، وهذه المخالفة هي من آثار إفراط بعض المؤذنين في التغني والتطريب إذ تجد المؤذن يطيل في تطريب الجملة وتلحينها فيملّ السامع ويقولها قبل أن ينتهي منها المؤذن . فتأمل كيف تجرّ المخالفة مخالفات أخرى . 19 - الجهل بأحكام الأذان . خاصة من المؤذنين أنفسهم ، فتجد أن بعض المؤذنين لو عرض له شيء في أذانه لما عرف كيف يتصرّف لأنه جاهل بالأحكام الشرعية الواردة في الأذان . ومن آثار هذا الجهل المخالفة الآتية : أن بعض المؤذنين إذا أحدث - كأن يخرج منه ريح أو صوت - أثناء أذانه قطعه . مع أن الحدث لا يؤثر في صحَّة الأذان ، بل أذانه صحيح ويكمله . قال فضيلة الشيخ عبد الله الجبرين : أذان المؤذن وهو على حدث صحيح ولكن الأولى أن يكون متوضئا . ا هـ . (من جواب حول هذه المسألة وقد تقدم برقم 69) . 20 - إجابة المؤذن داخل الخلاء وقت قضاء الحاجة . والخلاء قد نهي الإنسان أن يتلفظ بذكر الله تعالى فيه ، وقد سئل فضيلة الشيخ عبد الله الجبرين عن الإنسان الذي في مكان الخلاء لقضاء الحاجة كيف يجيب المؤذن فقال : " إذا كان جالسا لقضاء حاجته ، فلا يجيب بلسانه ، ولكن يجيبه ويردّد معه بقلبه ، أو يؤخر الإجابة إلى أن ينتهي من حاجته ثمّ إذا انتهى منها ردّد ما قاله المؤذن وأجاب . ا . هـ . 21 - الخروج من المسجد بعد الأذان . وذلك بأن يكون الرجل جالسا في المسجد لغرض من الأغراض كدرس أو محاضرة ثمّ إذا أذن المؤذن خرج ولم يصلّ مع جماعة المسجد . وقد جاء عن أبي هريرة { أنه رأى رجلا خرج من المسجد بعد أن أذن المؤذن ، فقال : أما هذا فقد عصى أبا القاسم } ( ) ( ) . قال النووي رحمه الله بعد أن ساق حديث أبي هريرة (فيه كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلي المكتوبة إلّا لعذر) ( ) وعن سعيد بن المسيب قال : يقال : لا يخرج أحد من المسجد بعد النداء ، إلّا أحد يريد الرجوع إليه إلا مُنافق . ( ) وقال فضيلة الشيخ عبد الله الجبرين : " لا يجوز الخروج من المسجد بعد الأذان إذا كان يخشى أن تفوته الجماعة ، أما إذا كان سيرجع أو كان سيصلي في مسجد آخر قريب ويعلم أنه سيدرك جماعته ، أو كان هذا الخارج إماماَ ويذهب ليصلي في مسجده فلا مانع ، والحديث الوارد محمول على من تفوته الجماعة " . 22 - الاكتفاء بالأذان عن طريق مسجلات الصّوت . وكثيرا ما نجد ذلك في بعض المستشفيات والفنادق والمدارس وغيرها ، حيث لا يتولى رفع الأذان شخص معين وإنّما إذا حضر وقت الصلاة اكتفوا بإذاعة الأذان من شريط مسجَّل وفي هذا عدة محاذير : 1 - تفويت الأجر والثواب على المؤذنين . 2 - فيه مخالفة لقوله { إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم } ( ) . 3 - أنه يرتبط بمشروعية الأذان للصلاة سنن وآداب ، ففي الأذان عن طريق التسجيل تفويت لها وإماتة لنشرها ( ) 23 - قراءة القرآن في مكبرات الصوت قبُيل الأذان بزمن . وهذا نجده في يوم الجمعة قبيل الأذان وأحيانا في غيرها من الصلوات ، حيث يجتهد بعض المؤذنين ويشغل شريطا مسجلا لتلاوة القرآن ويرفع صوته من خلال مكبرات الصوت ليسمع الناس . يفعل ذلك قبيل الأذان بعشر دقائق تقريبا ويزعم أن هذا للبركة ، والاستعداد للصلاة ونحو ذلك . وفي ذلك عدة محاذير : 1 - أن هذه بدعة محدثة - كما ذكر ذلك فضيلة الشيخ عبد الله الجبرين - رعاه الله - . 2 - أن فيه إيقاع الناس في حرج عدم الإنصات والاستماع للقرآَن ، لأن الناس يسمعونه من خلال مكبرات الصوت ومع ذلك يتحدثون وقد يكون حديثهم فيه منكر فيزداد الأمر سوءا . 24 - أذان النساء في المدارس وغيرها . حيث تجد أي الطالبات في المدرسة - يجتمعن للصلاة فتؤذن إحداهن ، والمرأة ليس عليها أذان . قال فضيلة الشيخ الجبرين : إذا كنّ مجموعة نساء في مكان واحد وسوف يصلين جماعة واحدة فلا حرج عليهنّ إذا أقامت إحداهنّ الصلاة ، لأن المقصود بالإقامة إعلام الحاضرين بالقيام للصلاة ، أما الأذان فلا تؤذن واحدة منهن . ا . هـ . 25 - إجابة المؤذن من غير تفكر ولا حضور قلب . فتجد بعض الناس إذا سمع النداء أجاب المؤذن دون أن يُحضر قلبه فيما يتكلم به من ألفاظ ، فتجده يردد الألفاظ كأنها حمل ثقيل يريد أن يلقيه عنه . وما أن ينتهي المؤذن حتى يقول الأذكار الواردة على عجل وانشغال . والأصل أن الأذان ذكر لله تعالى وينبغي لذاكر الله تعالى أن يحضر قلبه ويتفكر فيما يقول . 26 - عدم الإنصات للأذان وعدم الحرص على الإجابة . وهذه متعلقة بما قبلها ، حيث تبلّد الإحساس بثواب إجابة المؤذن عند بعض السامعين فصار المؤذن يؤذن ولا يحرص هذا السامع على إجابته ، فيضيّع على نفسه ثوابا عظيما ، بل تجد بعضهم يتحدث أو يضحك ولا يكلّف على نفسه الانشغال بالإجابة أثناء حديثه ، بل يفضل الانغماس في الضحك والكلام على إجابة المؤذن . وقد قال النبي { إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن } ( ) ( ) وعن أم حبيبة { أنه كان إذا سمع المؤذن يؤذن قال كما يقول حتى يسكت } ( ) ( ) وعن ابن جريج رحمه الله قال : حُدثتُ أن الناس كانوا ينصتون للمؤذن إنصاتهم للقراءة فلا يقول شيئا إلاّ قالوا مثله . ا . هـ . ( ) 27 - عدم وضع الأصبعين في الأُذنين . فتجد بعض المؤذنين يؤذن وهو مسدل يديه على جانبيه دون أن يتكلف رفعها ليضع أصبعيه في أذنيه . روى عبد الرزاق في مصنفه عن أبي جحيفة عن أبيه قال : { رأيت بلالا يؤذن . . وأصبعاه في أذنيه } ( ) ( ) وقد ذكره البخاري تعليقا فقال : ويذكر عن بلالا أنه جعل أصبعيه في أذنيه ( ) (تنبيه) قال ابن حجر رحمه الله " لم يرد تعيين الأصبع التي يستحب وضعها " " وجزم النووي أنها المسبحة ، وإطلاق الأصبع مجاز عن الأنملة " ( ) 28 - وضع إحدى اليدين على إحدى الأذنين . وتجد المؤذن يتقيّد بهذا في كلّ أذان حيث يُسْدلُ إحدى يديه ويرفع الأخرى إلى أذنه ، وهذا ليس بسنَّة . وقد تقدم الكلام على أن السنة وضع الأصبعين في الأذنين . في السؤالين رقم 22 ، 23 . هذا والله تعالى أعلم . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد | |
|
روميو المشرف العام
عدد الرسائل : 257 تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: رد: تابع الآذان وفضله 6 الجمعة مايو 02, 2008 4:50 pm | |
| مشكور اخى الفاضل على ماقدمت من موضوع
مميز بارك الله فيك وجعله نورا لخطاك
مع التمنيات القلبيه بالنجاح والمزيد من العطاء
تقبل مرورى المتواضع | |
|