أفساد صفقة استسلام صدام
دكشفت مصادر مخابراتية أميركية أمس عن صفقة سرية لاستسلام صدام حسين الرئيس العراقي المخلوع بعد سقوط بغداد بيومين أفسدها قصف أميركي لمنزل زعيم قبيلة الديلم في الرمادي الذي استضاف مباحثات تحضير الصفقة بين مسئولي المخابرات الأميركية والعراقية قُتل فيه اللواء طاهر حبوش مدير استخبارات صدام و17 من عائلة زعيم الديلم،
وضمن مسلسل المعلومات المتدفقة حول مصير صدام أكدت المصادر نفسها ان أعوان صدام يعقدون اجتماعات في مخابيء حصينة وان صدام ما زال على قيد الحياة وشوهد منذ ثلاثة أيام. وذكرت محطة «ايه.بي.سي» التلفزيونية الأميركية ان اجتماعا عقد اخيرا بطلب عناصر من اجهزة الاستخبارات العراقية في منزل زعيم احد العشائر في الرمادي على بعد حوالى مئة كيلومتر غرب بغداد للبحث في احتمال اجراء مداولات مع الاميركيين.
لكن مكان الاجتماع تعرض للقصف وقتل هذا الشخص فضلا عن 17 من افراد عائلته. وقال مراسل المحطة ان افرادا من العشيرة قالوا انهم رأوا صدام حسين في الجوار مضيفا «لا نعرف من نصدق».
وأوضح مستشار المحطة بوب بير وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الاميركية «سي.آي.ايه» ان اللواء طاهر حبوش مدير مخابرات صدام أجرى اتصالات مع مسئولي المخابرات الأميركية عبر زعماء عشائر أبرزهم زعيم قبيلة الديلم في الرمادي لترتيب صفقة سرية لاستسلام صدام وباقي أعوانه بعد سقوط بغداد بيومين وتحديداً يوم 11 ابريل الجاري.
وقالت «ايه.بي.سي» انه في الحادي عشر من ابريل ظهر مدير استخبارات صدام اللواء طاهر حبوش في منزل زعيم لقبيلة الديلم بالقرب من مدينة الرمادي، نيابة عن صدام فيما يفترض لترتيب صفقة لاستسلامه للتوصل الى ترتيبات لعقد اجتماع مع مسئولي المخابرات الأميركية ولكن بعد وصوله بوقت قصير قامت القوات الأميركية بقصف المنزل مما أدى الى مقتل اللواء طاهر وسبعة عشر من أفراد عائلته.
وقد تسبب هذا القصف في اثارة استياء زعماء القبيلة الذين أكدوا انه لم يعد بوسعهم الثقة في الأميركان. ويعتقد افراد القبيلة أن الهاتف المتصل بالقمر الصناعي ثريا الذي استخدمه اللواء طاهر وزعيم القبيلة هو الذي قاد الى هذا الهجوم حيث ان القوات الأميركية تتبع قادة النظام العراقي من خلال رصد اتصالاتهم بهذه الهواتف المتصلة بالقمر ثريا والتي تعطي معلومات دقيقة عن مكان تواجدهم.
ونقلت «ايه.بي.سي» عن ابن شقيق اللواء طاهر قوله ان زعماء القبيلة كانوا يحاولون تقديم خدمة كبيرة لهم وللأميركان من خلال استسلام الرئيس نفسه.
ويقول أفراد القبيلة ان صدام قد ابتعد على الفور ومن غير الواضح ما اذا كان المسئولون الأميركيون على علم بما كان يحاول ترتيبه، اذ انهم يعتقدون بأن صدام كان متواجدا في مكان قريب عندما بعث برئيس استخباراته في محاولة لعقد صفقة ما، غير أنهم يؤكدون انه ليست لديهم الآن أية فكرة عن مكان تواجده